البروج في أسماء أمير المؤمنين (ع)،

الهادي بن إبراهيم الوزير (المتوفى: 822 هـ)

الثور بعدالنور

صفحة 185 - الجزء 1

  وفي الحديث: «أيّدته بعلي ونصرته به»⁣(⁣١).

  والناصح: ذكره أبو الخطاب من الأسماء النبويّة، فذكرناه هنا من الأسماء العلوية، وقد سمّى # نفسه بهذا الاسم حيث قال: «أمّا بعد، فإنّ معصية الناصح الشفيق العالم المجرب تورث الحسرة، وتعقب الندامة، وقد كنت أمرتكم في هذه الحكومة أمري ونخلت لكم مخزون رأيي لو كان يطاع لقصيرٍ أمرُّ»⁣(⁣٢).

  فسمّي نفسه بهذه الأسماء كلّها: «الناصح» العالم، الشفيق، المجرّب.

١٤٩ - الثور بعدالنور

  هذا الاسم عدّه أبو الخطاب من الأسماء النبويّة، وأورد فيه قول الله تعالى: {قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ ١٥}⁣[المائدة] قال المازري فيه تفسيران: أحدهما: محمّد ÷، والثاني: القرآن.

  قال أبو الخطاب: جعل الله محمّداً ÷ بمنزلة النور الذي تتبين به الأشياء.

  فإذا ثبت هذا في حقّ رسول الله ÷ ثبت مثله في حقّ أمير المؤمنين # لأنّه من رسول الله ÷ بمنزلة نفسه، فهو نور من شمسه، وثمر من غرسه.

  والأصل في ذلك ما رويناه من تشبيهه ÷ بنفسه، وقد تقدّم ذلك في مواضع متعدّدة.

  و من كلامه #: «و حاول القوم إطفاء نور الله من مصباحه»⁣(⁣٣)، أشار به إلى نفسه، فسمّاها «نوراً».

  وفي الحديث فيه #: «ونور من أطاعني» فسمّاه النبي ÷ «نوراً»⁣(⁣٤).


(١) كفاية الطالب، ص ٢٣٤.

(٢) نهج البلاغة، ص ٧٩، المخملية ٣٥.

(٣) نهج البلاغة، ص ٢٣٢، الخطبة ١٦٢.

(٤) ذكر المصنّف في المستدرك من الكتاب: وفي اسم النور في حرف النون:

بالإسناد الموثوق به إلى أنس بن مالك قال: قال رسول الله ÷ في صفة الملك الذي هبط لزواجه فاطمة &: هبط علَىّ ملك له عشرون رأساً، فوثبت لأقبل رأسه فقال: مه يا محمّد أنت أكرم على الله من أهل السماوات وأهل الأرض أجمعين، وقَبَّلَ رأسي ويدي، فقلت: حبيبي جبرئيل، ما هذه الصورة التي لم تكن يهبط علَيّ مثلها؟ قال: ما أنا جبرئيل، ولكنّي أنا ملك يقال له: محمود، بين كتفيّ مكتوب: لا إله إلّا الله محمّد رسول الله، بعثني الله أزوّج النور من النور، قلت: من النور؟ قال: فاطمة من عليّ، المناقب للخوارزمي ... ص ٢٤٥ قريب منه.

وفي كلام أبي الأسود الدؤلي، يصف أمير المؤمنين حين ضربه اين ملجم: «ولقد أطفأ نور الله في أرضه لا يضيء بعده».