الثور بعدالنور
  وفي الحديث: «أيّدته بعلي ونصرته به»(١).
  والناصح: ذكره أبو الخطاب من الأسماء النبويّة، فذكرناه هنا من الأسماء العلوية، وقد سمّى # نفسه بهذا الاسم حيث قال: «أمّا بعد، فإنّ معصية الناصح الشفيق العالم المجرب تورث الحسرة، وتعقب الندامة، وقد كنت أمرتكم في هذه الحكومة أمري ونخلت لكم مخزون رأيي لو كان يطاع لقصيرٍ أمرُّ»(٢).
  فسمّي نفسه بهذه الأسماء كلّها: «الناصح» العالم، الشفيق، المجرّب.
١٤٩ - الثور بعدالنور
  هذا الاسم عدّه أبو الخطاب من الأسماء النبويّة، وأورد فيه قول الله تعالى: {قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ ١٥}[المائدة] قال المازري فيه تفسيران: أحدهما: محمّد ÷، والثاني: القرآن.
  قال أبو الخطاب: جعل الله محمّداً ÷ بمنزلة النور الذي تتبين به الأشياء.
  فإذا ثبت هذا في حقّ رسول الله ÷ ثبت مثله في حقّ أمير المؤمنين # لأنّه من رسول الله ÷ بمنزلة نفسه، فهو نور من شمسه، وثمر من غرسه.
  والأصل في ذلك ما رويناه من تشبيهه ÷ بنفسه، وقد تقدّم ذلك في مواضع متعدّدة.
  و من كلامه #: «و حاول القوم إطفاء نور الله من مصباحه»(٣)، أشار به إلى نفسه، فسمّاها «نوراً».
  وفي الحديث فيه #: «ونور من أطاعني» فسمّاه النبي ÷ «نوراً»(٤).
(١) كفاية الطالب، ص ٢٣٤.
(٢) نهج البلاغة، ص ٧٩، المخملية ٣٥.
(٣) نهج البلاغة، ص ٢٣٢، الخطبة ١٦٢.
(٤) ذكر المصنّف في المستدرك من الكتاب: وفي اسم النور في حرف النون:
بالإسناد الموثوق به إلى أنس بن مالك قال: قال رسول الله ÷ في صفة الملك الذي هبط لزواجه فاطمة &: هبط علَىّ ملك له عشرون رأساً، فوثبت لأقبل رأسه فقال: مه يا محمّد أنت أكرم على الله من أهل السماوات وأهل الأرض أجمعين، وقَبَّلَ رأسي ويدي، فقلت: حبيبي جبرئيل، ما هذه الصورة التي لم تكن يهبط علَيّ مثلها؟ قال: ما أنا جبرئيل، ولكنّي أنا ملك يقال له: محمود، بين كتفيّ مكتوب: لا إله إلّا الله محمّد رسول الله، بعثني الله أزوّج النور من النور، قلت: من النور؟ قال: فاطمة من عليّ، المناقب للخوارزمي ... ص ٢٤٥ قريب منه.
وفي كلام أبي الأسود الدؤلي، يصف أمير المؤمنين حين ضربه اين ملجم: «ولقد أطفأ نور الله في أرضه لا يضيء بعده».