نظير هارون بن عمران
١٤١ - نظير هارون بن عمران
  الأصل في ذلك ما ورد عن رسول الله ÷ رواه المؤالف والمخالف، وأجمع على صحّته الطوائف، وذلك في كتب أئمّتنا وعلمائنا مشهور مزبور، ونحن نذكر ما رواه صاحب الكفاية لأنّه يورده من كتب الفقهاء:
  روى بإسناده بطرق كثيرة وسّعها وشعّبها وكثّرها وفنّنها، فمن ذلك عن عامر بن سعد يقول: قال رسول الله ÷ لعلي: «ألا ترضى أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسي إلّا أنّه لا نبوّة بعدي»(١).
  و روى بإسناده عن سعد بن أبي وقّاص: قال خلّف رسول الله ÷ عليّاً في غزوة تبوك فقال: يا رسول الله ÷ تخلّفني في النساء والصبيان؟
  قال ÷: «أما ترضى أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسى غير أنّه لا نبيّ بعدي»(٢).
  وروي بإسناده عن مصعب بن سعد، عن أبيه قال: إنّ رسول الله ÷ خرج إلى تبوك وخلّف عليّاً # في النساء والصبيان، فقال رسول الله ÷: «أما ترضى أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسى إلّا أنّه لا نبوّة بعدي»(٣).
  قال صاحب الكفاية: هذا حديث متّفق على صحّته، روته الأئمّة الأعلام الحفاظ:
  البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه، واتّفق الجميع على صحّته، حتّى صار ذلك إجماعاً منهم.
  قال الحاكم النيسابوري: هذا حديث دخل في حدّ التواتر.
  قال: وعن شعبة في قوله ÷ لعلي: «أنت منّي بمنزلة هارون من موسى»، وكان هارون أفضل أمّة موسى، فوجب أن يكون علي أفضل من كلّ أمّة محمّد ÷ صيانةً لهذا النصّ الصريح، كما قال موسى لأخيه: {اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ}[الأعراف: ١٤٢](٤).
  و روى بإسناده عن أبي رافع: أنّ النبي ÷ خطب النّاس فقال: «يا أيّها النّاس إنّ الله أمر موسى وهارون أن يتبوّءا لقومهما بيوتا، وأمرهما ألّا يبيت في مسجدهما جنب، ولا يقربوا فيه
(١) كفاية الطالب، ص ٢٨١.
(٢) نفس المصدر: ص ٢٨٢.
(٣) نفس المصدر، ص ٢٨٣.
(٤) نفس المصدر.