ظهير رسول الله
  إن قلت: فإنّ أمير المؤمنين # قد ظهر على معاوية وأصحابه يوم أرادوا المحاكمة ولم يظفر بهم.
  قلت: بل ظفر في الحقيقة بهم لو سمع أصحابه رأيه وعملوا بمقتضى ما يجب عليهم من التسليم لأمره والرجوع إلى قوله، ولكن خالفوه كما خالف الرماة يوم أحدٍ أمر رسول الله ÷ فانقلب الفتح حتفاً، وزحف الكفار زحفاً.
٢٠٣ - ظهير رسول الله
  الظهير المعين، قال الله تعالى: {وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ ٤}[التحريم].
  والأصل في هذا ما رواه صاحب الكفاية بإسناده عن عبدالله بن مسعود قال: قال رسول الله ÷ في سرية: «... ألا رأيت جبرئيل عن يمينه وميكائيل عن يساره والملائكة تظلّه حتّى يرزقه الله الظفر»(١).
  قال صاحب الكفاية: وإنّما يرزق الإمام علي # التأييد عند لقائه الأقران ومبارزة الشجعان، بأن كان يكتنف الملائكة جنبيه والسحابة والسكينة تطلّ عليه، ورسول ربّ العالمين يؤمّن على دعاء الملائكة(٢).
  هذا التفسير كان موضعه في تفسير «الظّافر بتأييد الله» ولكن كلا جانبيه شاهد من طريق.
  وإعانة أمير المؤمنين لرسول الله ÷ معلومة ومقاماته بين يديه # مشهورة.
  وفي خطبة الحسن # قال في وصف أبيه #: «لقد فارقكم رجل ما سبقه الأوّلون، ولا يدركه الآخرون، لقد كان رسول الله ÷ يعطيه الراية فيقاتل، وجبرئيل عن يمينه، وميكائيل عن يساره، فما يرجع حتّى يفتح الله عليه»(٣).
  ومن كلامه #: «ولقد علم المستحفظون من أصحاب محمّد ÷ أنّي واسيته بنفسي في
(١) كفاية الطالب، ص ١٣٥.
(٢) نفس المصدر.
(٣) نفس المصدر، ص ١٩٢ شرح نهج البلاغة، ١٦/ ٣٠.