البروج في أسماء أمير المؤمنين (ع)،

الهادي بن إبراهيم الوزير (المتوفى: 822 هـ)

ظهير رسول الله

صفحة 228 - الجزء 1

  إن قلت: فإنّ أمير المؤمنين # قد ظهر على معاوية وأصحابه يوم أرادوا المحاكمة ولم يظفر بهم.

  قلت: بل ظفر في الحقيقة بهم لو سمع أصحابه رأيه وعملوا بمقتضى ما يجب عليهم من التسليم لأمره والرجوع إلى قوله، ولكن خالفوه كما خالف الرماة يوم أحدٍ أمر رسول الله ÷ فانقلب الفتح حتفاً، وزحف الكفار زحفاً.

٢٠٣ - ظهير رسول الله

  الظهير المعين، قال الله تعالى: {وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ ٤}⁣[التحريم].

  والأصل في هذا ما رواه صاحب الكفاية بإسناده عن عبدالله بن مسعود قال: قال رسول الله ÷ في سرية: «... ألا رأيت جبرئيل عن يمينه وميكائيل عن يساره والملائكة تظلّه حتّى يرزقه الله الظفر»⁣(⁣١).

  قال صاحب الكفاية: وإنّما يرزق الإمام علي # التأييد عند لقائه الأقران ومبارزة الشجعان، بأن كان يكتنف الملائكة جنبيه والسحابة والسكينة تطلّ عليه، ورسول ربّ العالمين يؤمّن على دعاء الملائكة⁣(⁣٢).

  هذا التفسير كان موضعه في تفسير «الظّافر بتأييد الله» ولكن كلا جانبيه شاهد من طريق.

  وإعانة أمير المؤمنين لرسول الله ÷ معلومة ومقاماته بين يديه # مشهورة.

  وفي خطبة الحسن # قال في وصف أبيه #: «لقد فارقكم رجل ما سبقه الأوّلون، ولا يدركه الآخرون، لقد كان رسول الله ÷ يعطيه الراية فيقاتل، وجبرئيل عن يمينه، وميكائيل عن يساره، فما يرجع حتّى يفتح الله عليه»⁣(⁣٣).

  ومن كلامه #: «ولقد علم المستحفظون من أصحاب محمّد ÷ أنّي واسيته بنفسي في


(١) كفاية الطالب، ص ١٣٥.

(٢) نفس المصدر.

(٣) نفس المصدر، ص ١٩٢ شرح نهج البلاغة، ١٦/ ٣٠.