تلو رسول الله في الإسلام
٢٨ - تاجر الآخرة
  الأصل في هذا الاسم صرفه # لهمته الشريفة إلى الأعمال الأخرويّة، وعدم التفاته على الأحوال الدنيويّة، وإيثاره على نفسه وأهله وولده بما في يده.
  فمن ذلك أنّه ملك أربعة دراهم، فتصدّق بدرهم ليلاً وبدرهم نهاراً، وبدرهم سرّاً، وبدرهم علانية، فأنزل الله تعالى: {الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلَانِيَةً}[البقرة: ٢٧٤]، فسماها الله أموالاً لقبوله لها(١).
  ومن ذلك إطعامه هو وأهل بيته للمسكين واليتيم والأسير في قصّتهم المشهورة فأنزل الله تعالى فيهم سورة: {هَلْ أَتَى}[الإنسان: ١] بكمالها فحازوا فضلها، وكانوا أحقّ بها وأهلها.
٢٩ - تلو رسول الله في الإسلام
  تلو الشيء في اللغة الذي يتلوه أي يتبعه وتلو الناقة ولدها الذي يتلوها أي يتبعها(٢)، قال الله تعالى: {وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِنْهُ}[هود: ١٧].
  والأصل في الاسم أن أمير المؤمنين # لم يسبقه أحدٌ من الرجال إلى الإسلام وقد قدّمنا ذلك وبينا فيه الكلام، فلا فائدة في التكرار(٣).
٣٠ - التالي لكتاب الله والناس نيام
  هذا الاسم مشتق له # من فعله لمحافظته على تلاوة كتاب الله تعالى في صلاته، فإذاً المرجع فيه إلى كثرة عبادته.
  قال ابن أبي الحديد في وصفه #: وأمّا العبادة فكان أعبد النّاس وأكثرهم صلاةً وصوماً؛ ومنه تعلّم الناس صلاة الليل، وملازمة الأوراد، وقيام النافلة.
  قال: وما ظنّك برجل يبلغ من حرصه على ورده ومحافظته على صلاته أن يبسط له نطع
(١) كفاية الطالب، ص ٢٣٢؛ المناقب للخوارزمي، ص ١٩٨.
(٢) مختار الصحاح، ص ٧٨.
(٣) انظر العنوان (٢٨) «ترب الهدى».