البروج في أسماء أمير المؤمنين (ع)،

الهادي بن إبراهيم الوزير (المتوفى: 822 هـ)

الظامي إلى لقاء الله

صفحة 231 - الجزء 1

  الهوى على الهدى إذا عطفوا الهدى على الهوى، ويعطف الرأي على القرآن إذا عطفوا القرآن على الرأي»⁣(⁣١).

  ومعناه أنّه يرد هوى نفسه إلى ما يجب في الحقّ اتّباعه، ولا يعطي نفسه هواها فيجعل الحقّ تابعاً للهوى ومنقاداً بزمامه.

  وكذلك الكلام في الرأي، يجعله تابعاً للقرآن ومعطوفاً عليه، ولا يجعل القرآن تابعاً له ومضافاً إليه، وهذه حقيقة الإيمان وطريقة السلامة من عذاب الرحمن، وأهلها أعزّ من الكبريت الأحمر.

٢٠٦ - الظّامي إلى لقاء الله

  هذا الاسم مأخوذ له من شوقه إلى الله، واللحوق بمن سلف من أهله وأصحابه؛ قال # عند دفنه سيّدة النساء: «قلْ يا رسول الله عن صفيتك صبري، ورقّ عنها تجلّدي»⁣(⁣٢) حتّى قال: «أمّا حزني فسرمد، وأمّا ليلي فمسهّد، إلى أن يختار الله لي دارك التي أنت بها مقيم»⁣(⁣٣).

  ومن ذلك قوله: «أين إخواني الّذين ركبوا الطريق ومضوا على الحقّ؟ أين عمّار بن ياسر؟ أين أبو الهيثم بن التيّهان؟ وأين ذو الشهادتين؟ وأين نظراؤهم من إخوانهم الّذين تعاقدوا على المنيّة، وانثنوا برؤوسهم عن الفجرة؟»، ثمّ ضرب بيده إلى لحيته فأطال البكاء ثمّ قال: «أوه على إخواني الّذين تأوّلوا القرآن فأحكموه وتدبروا الفرض فأقاموه»⁣(⁣٤).

  وقد تقدّم هذا الكلام على وجه غير هذا.

  ومن ذلك قوله #: «والله لابن أبي طالب أنس بالموت من الطفل بثدي أُمّه»⁣(⁣٥).

  وهذا نهاية ما يكون من الشوق إلى الموت والرغبة فيه.

  ومن ذلك قوله #: «إنّ أكرم الموت القتل، والّذي نفس ابن أبي طالب بيده، لألف ضربه بالسيف أهون علي من ميتة على الفراش»⁣(⁣٦).


(١) نهج البلاغة، ص ١٩٥، الخطبة ١٣٨.

(٢) نفس المصدر، ص ٣١٩، الخطبة ٣٠٢.

(٣) نفس المصدر.

(٤) نفس المصدر، ص ٢٦٤، الخطبة ١٨٢.

(٥) نفس المصدر، ص ٥٢، الخطبة ٥.

(٦) نفس المصدر، ص ١٨٠، الخطبة ١٢٣.