مولى المسلمين
حرف الميم
١٢٠ - مولى المسلمين
  الأصل في هذا الاسم ما ورد عن رسول الله # يوم الغدير، فإنّه سمّاه به تسمية ظاهرة، وحديث الغدير اتّفق عليه أهل النقل، ورواه المؤالف والمخالف.
  وقال الإمام المنصور #: في «كتاب الشافي»: قد زاد على حدّ التواتر، وقال: بلغت طرقه إلى مائة وخمس طرق(١) وهذا ما لم يتفق لغيره من الأحاديث الصحيحة.
  ونحن نشير إلى ما ذكره فيه الفقيه الحافظ صاحب كفاية الطالب فقد أفرد له باباً برأسه، وذكر أصل الحديث بطوله، وخطبة النبي ÷ بماء يدعى خُمّاً، بإسناده عن البراء بن عازب، قال: كنّا مع رسول الله ÷ فنزلنا بغدير خمّ فنودي فينا «الصَّلاة جامعة»، وكسح لرسول الله تحت شجرتين فصلّي الظهر ثمّ أخذ بيد علي بن أبي طالب وقال: «من كنت مولاه فهذا علي مولاه»(٢).
  وروى عن زيد بن أرقم قال: كنّا بالجحفة فخرج رسول الله ÷ إلينا ظهراً وقد أخذ بيد علي بن أبي طالب، فقال: «أيّها النّاس ألستم تعلمون أنّي رسول الله أولى بالمؤمنين من أنفسهم»، قالوا: بلى، قال: «فمن كنت مولاه فعليّ مولاه، اللهمّ وال من والاه، وعاد من عاداه»(٣).
  و روى عن زيد بن أرقم بطريق أخرى قال: نزلنا مع رسول الله ÷ بواد يقال له: وادي خمّ، وأمر بالصَّلاة فصلاها بهجير، قال: فخطبنا وظلل لرسول الله ÷ بثوب على شجرة من الشمس، فقال: «ألستم تعلمون» أو «ألستم تشهدون أنّي أولى بكلّ مؤمن من نفسه؟»، قالوا: بلى، قال: «فمن كنت مولاه فإنّ عليّاً مولاه، اللهمّ وال من والاه، وعاد من عاداه»(٤).
(١) كتاب الشافي، ١١٧/ ١.
(٢) كفاية الطالب، ص ٥٨.
(٣) نفس المصدر.
(٤) نفس المصدر، ص ٥٩.