البروج في أسماء أمير المؤمنين (ع)،

الهادي بن إبراهيم الوزير (المتوفى: 822 هـ)

مولى المسلمين

صفحة 153 - الجزء 1

حرف الميم

١٢٠ - مولى المسلمين

  الأصل في هذا الاسم ما ورد عن رسول الله # يوم الغدير، فإنّه سمّاه به تسمية ظاهرة، وحديث الغدير اتّفق عليه أهل النقل، ورواه المؤالف والمخالف.

  وقال الإمام المنصور #: في «كتاب الشافي»: قد زاد على حدّ التواتر، وقال: بلغت طرقه إلى مائة وخمس طرق⁣(⁣١) وهذا ما لم يتفق لغيره من الأحاديث الصحيحة.

  ونحن نشير إلى ما ذكره فيه الفقيه الحافظ صاحب كفاية الطالب فقد أفرد له باباً برأسه، وذكر أصل الحديث بطوله، وخطبة النبي ÷ بماء يدعى خُمّاً، بإسناده عن البراء بن عازب، قال: كنّا مع رسول الله ÷ فنزلنا بغدير خمّ فنودي فينا «الصَّلاة جامعة»، وكسح لرسول الله تحت شجرتين فصلّي الظهر ثمّ أخذ بيد علي بن أبي طالب وقال: «من كنت مولاه فهذا علي مولاه»⁣(⁣٢).

  وروى عن زيد بن أرقم قال: كنّا بالجحفة فخرج رسول الله ÷ إلينا ظهراً وقد أخذ بيد علي بن أبي طالب، فقال: «أيّها النّاس ألستم تعلمون أنّي رسول الله أولى بالمؤمنين من أنفسهم»، قالوا: بلى، قال: «فمن كنت مولاه فعليّ مولاه، اللهمّ وال من والاه، وعاد من عاداه»⁣(⁣٣).

  و روى عن زيد بن أرقم بطريق أخرى قال: نزلنا مع رسول الله ÷ بواد يقال له: وادي خمّ، وأمر بالصَّلاة فصلاها بهجير، قال: فخطبنا وظلل لرسول الله ÷ بثوب على شجرة من الشمس، فقال: «ألستم تعلمون» أو «ألستم تشهدون أنّي أولى بكلّ مؤمن من نفسه؟»، قالوا: بلى، قال: «فمن كنت مولاه فإنّ عليّاً مولاه، اللهمّ وال من والاه، وعاد من عاداه»⁣(⁣٤).


(١) كتاب الشافي، ١١٧/ ١.

(٢) كفاية الطالب، ص ٥٨.

(٣) نفس المصدر.

(٤) نفس المصدر، ص ٥٩.