التقي
  ومن كلامه #: «نحن شجرة النبوة ومحط الرسالة، ومختلف الملائكة، ومعادن العلم، وينابيع الحكمة»(١).
  ومن كلام له #: يصف فيه نفسه ويومي إليها: «أيّها النّاس استصبحوا من شعلة مصباح واعظ متعظ، وتناحوا من صفو عين قد روقت من الكدر»(٢).
  فتراه كيف وصف نفسه #(٣).
  وسيأتي لهذا مزيد بيان فيما يعرض من أسمائه # المختصة بالعلم إن شاء الله تعالى.
٢٥ - التقيّ
  هذا الاسم من أسمائه اللّازمة وأوصافه الملازمة، لأنّ الله تعالى امتحن قلبه بالتقوى، والأصل في ذلك ما رواه الفقيه الإمام الحافظ المحدّث محمّد بن يوسف الكنجي | بإسناده يرفعه إلى ربعي بن خراش، قال حدثنا علي # بالرحبة قال: «لما كان يوم الحديبيّة خرج إلينا ناس من المشركين، فيهم سهيل بن عمرو وجماعة من المشركين فقالوا: يا محمّد خرج إليك ناس من أبنائنا وإخواننا، وأرقائنا ليس بهم فقه في الدين، فارددهم إلينا فقال النبي #: «يا معشر قريش لتنتهنّ أو ليبعث الله عليكم من يضرب رقابكم بالسيف على الدين، قد امتحن الله قلبه على الإيمان». قالوا: من هو يا رسول الله؟ قال: «خاصف النعل» وكان أعطى عليّاً # نعله ليخصفها.
  قال: ثمّ التفت إلينا علي بن أبي طالب #، فقال: إن رسول الله ÷، قال: «من كذب عليَّ متعمّداً فليتبوّأ مقعده من النار»(٤).
  أمتحن قلبه للتقوى، وفسره بالحديث، وفيه امتحن الله قلبه للإيمان، ففسّر التقوى بالإيمان، والتقوى: اسم جامع للإيمان وعبادة الرحمان.
(١) نهج البلاغة، ص ١٦٢، الخطبة ١٠٩.
(٢) نهج البلاغة، ص ١٥٢. الخطبة ١٠٥.
(٣) هنا بقية من العبارة غير واضحة.
(٤) كفاية الطالب، ص ٩٧ وفيه زيادة: وإنّما خرجوا فراراً من أموالنا وضياعنا، قال: «فإن لم يكن لهم فقه في الدين سنفقههم».