باب المدينة
  والبرّ اسم الجنّة، في قوله تعالى: {لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ}[آل عمران: ٩٢].
  والبِرّ فعل الخير والتوسع على النّاس وصلة الأبوين.
  وإنّما وصف رسول الله ÷ نفسه بذلك حيث قال: «إني أتقاكم لله وأبرّكم»(١) فوصف نفسه الكريمة بالبرّ تعليما لأمّته ورفقاً، وكان لا يقول إلّا حقّاً، ولا ينطق إلّا صدقاً.
١٧ - باب المدينة
  هذا الاسم الشريف مأخوذ من قول رسول الله ÷: «أنا مدينة العلم وعلي بابها ومن أراد المدينة فليأت الباب»(٢).
  وفي رواية جدّي المرتضى ¥: وقد أورد هذا الحديث فقال بعد «وعلي بابها»: «كذب من يصل إلى المدينة إلا من قبل الباب»(٣)، وقال: سماع.
  وعن الشعبي: ما أحد أعلم بكتاب الله بعد نبيّ الله من علي بن أبي طالب(٤)، وعن عائشة: أعلم أصحاب رسول الله علي بن أبي طالب(٥).
  ومن كتاب البيان قال |: وروينا عن زيد بن علي، عن أمير المؤمنين قال: بعثني رسول الله ÷ إلى اليمن قاضياً، قلت: يا رسول الله تبعثني إلى قوم ذوي اسنان، وأنا شابٌ حدث السن لا علم لي بالقضاء، فوضع يده على صدري، وقال: «اللّهم ثبت لسانه واهدِ قلبه»، ثمّ قال: «فإذا جلس إليك الخصمان، فلا تعجل بالقضاء بينهما، حتّى تسمع قصّة الآخر»، فما شككت في قضاء بعد(٦).
  وعن الباقر مثل ذلك: وقال في آخره: «فما أردتُ قضاءً الّا كأنّي أنظر إليه في ورقةٍ»(٧).
(١) سير أعلام النبلاء للذهبي، ١٣/ ١٤: سبل الهدى والرشاد، ١/ ٤٢١.
(٢) المناقب للخوارزمي، ص ٤٠؛ المستدرك على الصحيحين، ٣/ ١٣٧ ح ٤٦٣٧ و، ٤٦٣٨، تاريخ دمشق، ٣٧٩/ ٤٢: ٨٩٧٨، الصراط المستقيم، ١٩/ ٢.
(٣) المناقب لابن المغازلي، ص ٨٥، ح ١٢٦: الصراط المستقيم، ٢/ ٢٠.
(٤) تنبيه الغافلين، ص ١٥٠.
(٥) نفس المصدر، وفيه زيادة: «بالسنّة».
(٦) نفس المصدر، ص ٢٣٠: المناقب للخوارزمي، ص ٤١.
(٧) تنبيه الغافلين. ص ٢٣٠ وفيه: «و روي عن الباقر نحوه ...».