البروج في أسماء أمير المؤمنين (ع)،

الهادي بن إبراهيم الوزير (المتوفى: 822 هـ)

باب المدينة

صفحة 51 - الجزء 1

  والبرّ اسم الجنّة، في قوله تعالى: {لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ}⁣[آل عمران: ٩٢].

  والبِرّ فعل الخير والتوسع على النّاس وصلة الأبوين.

  وإنّما وصف رسول الله ÷ نفسه بذلك حيث قال: «إني أتقاكم لله وأبرّكم»⁣(⁣١) فوصف نفسه الكريمة بالبرّ تعليما لأمّته ورفقاً، وكان لا يقول إلّا حقّاً، ولا ينطق إلّا صدقاً.

١٧ - باب المدينة

  هذا الاسم الشريف مأخوذ من قول رسول الله ÷: «أنا مدينة العلم وعلي بابها ومن أراد المدينة فليأت الباب»⁣(⁣٢).

  وفي رواية جدّي المرتضى ¥: وقد أورد هذا الحديث فقال بعد «وعلي بابها»: «كذب من يصل إلى المدينة إلا من قبل الباب»⁣(⁣٣)، وقال: سماع.

  وعن الشعبي: ما أحد أعلم بكتاب الله بعد نبيّ الله من علي بن أبي طالب⁣(⁣٤)، وعن عائشة: أعلم أصحاب رسول الله علي بن أبي طالب⁣(⁣٥).

  ومن كتاب البيان قال |: وروينا عن زيد بن علي، عن أمير المؤمنين قال: بعثني رسول الله ÷ إلى اليمن قاضياً، قلت: يا رسول الله تبعثني إلى قوم ذوي اسنان، وأنا شابٌ حدث السن لا علم لي بالقضاء، فوضع يده على صدري، وقال: «اللّهم ثبت لسانه واهدِ قلبه»، ثمّ قال: «فإذا جلس إليك الخصمان، فلا تعجل بالقضاء بينهما، حتّى تسمع قصّة الآخر»، فما شككت في قضاء بعد⁣(⁣٦).

  وعن الباقر مثل ذلك: وقال في آخره: «فما أردتُ قضاءً الّا كأنّي أنظر إليه في ورقةٍ»⁣(⁣٧).


(١) سير أعلام النبلاء للذهبي، ١٣/ ١٤: سبل الهدى والرشاد، ١/ ٤٢١.

(٢) المناقب للخوارزمي، ص ٤٠؛ المستدرك على الصحيحين، ٣/ ١٣٧ ح ٤٦٣٧ و، ٤٦٣٨، تاريخ دمشق، ٣٧٩/ ٤٢: ٨٩٧٨، الصراط المستقيم، ١٩/ ٢.

(٣) المناقب لابن المغازلي، ص ٨٥، ح ١٢٦: الصراط المستقيم، ٢/ ٢٠.

(٤) تنبيه الغافلين، ص ١٥٠.

(٥) نفس المصدر، وفيه زيادة: «بالسنّة».

(٦) نفس المصدر، ص ٢٣٠: المناقب للخوارزمي، ص ٤١.

(٧) تنبيه الغافلين. ص ٢٣٠ وفيه: «و روي عن الباقر نحوه ...».