الطبيب الدوار بطبه
  وفي رواية: «كنت أنا وعلي نوراً بين يدي الله مطيعاً، يسبح الله ذلك النور ويقدسه قبل أن يخلق آدم بأربعة عشر ألف عام، فلمّا خلق الله آدم ركز ذلك النور في صلبه، فلم نزل في شيء واحد حتّى افترقنا في صلب عبد المطّلب، فجزء أنا، وجزء عليٌّ»(١).
  هكذا ذكره في الكفاية وروى عن النبي ÷: «فضل عليٌّ على سائر الناس كفضل جبرئيل على سائر الملائكة»(٢).
  و روى عنه ÷: «إنّ الله خلق الأنبياء من أشجار شتّى، وخلقني وعليّاً من شجرة واحدة، فأنا أصلها، وعليٌّ فرعها، وفاطمة لقاحها، والحسن والحسين ثمرها، فمن تعلّق بغصن من أغصانها نجا، ومن زاغ هوى، ولو أنّ عبداً عبد الله بين الصفا والمروة ألف عام، ثمّ ألف عام، ثمّ ألف عام، ثمّ لم يدرك محبّتنا أكبّه الله على منخريه في النار»، ثمّ تلا: {قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى}[الشورى: ٢٣].
  رواه الطبراني في معجمه، ورواه محدث الشام في كتابه بطرق شتّى(٣).
  وقد ذكر طرفاً من حديث النور في كتاب البيان فاكتفينا بما ذكره الحافظ في الكفاية.
١٩٣ - الطبيب الدوّار بطبّه
  هذا الاسم ذكره # في صفة رسول الله ÷ قال فيه: «طبيب دوّار بطبّه قد أحكم مراهمه، وأحمي مواسمه، يضع من ذلك حيث الحاجة إليه من قلوب عُمْي وآذان صُمّ والسنة بُكْمٍ، متبّع بدوائه مواضع النقلة، ومواطن الحيرة»(٤).
  فلمّا وصف # رسول الله ÷ بهذا الوصف استعرناه في حقه لما بينهما من الملابسة، ولما ذكرناه من شرف الولادة والأخوة.
  وكان # على هذه الصفة في مواعظه والانتفاع بعلومه والاقتباس من أنواره، فهو كـ «الطبيب الدوّار بطبّه».
(١) كفاية الطالب، ص ٣١٥.
(٢) نفس المصدر، ص ٣١٦.
(٣) كفاية الطالب، ص ٣١٧.
(٤) نهج البلاغة، ص ١٥٦، الخطبة ١٠٨.