لقاط الطريق
  فما دارت الجمعة حتّى ضربه اللعين ابن ملجم فتراجعت العساكر فكانت كأغنام فقدت راعيها تختطفها الذئاب من كلّ مكان.
١١٢ - لقّاط الطريق
  هذا الاسم مشتق من قوله # في سلوكه منهاج رسول الله ÷ قال #: «وإنّي لعلى بيّنةٍ من ربّي، ومنهاج من نبيّي، وإنّي لعلى الطريق الواضح ألقطه لقطاً»(١)، أي ألزمه وأتبعه ولا أتحول عنه ولا أبعد منه، وهو في معنى قوله #: «و لقد كنت أتبعه إتّباع الفصيل أثر أمه»(٢) يريد أنّه لا ينفصل عنه بحال من الأحوال وأنّه ملازم له في الأفعال والأقوال.
  وهذه خصيصتان لم تكن لأحد من الصحابة لأنّ ملازمتهم لرسول الله ÷ كانت بعد النبوّة والبعثة، وملازمة أمير المؤمنين # سابقة للنبوة والبعثة من الطفولية إلى الكهولة؛ قبض رسول الله ÷ وأمير المؤمنين # يُناهز الأربعين، وهي سنّ الكهولة وذلك لأنّه أسلم على أصحّ الروايات(٣) وهو ابن خمس عشرة سنة، وأقام ÷ في النبوّة ثلاثاً وعشرين سنة، فقد كان ناهز الأربعين في صحبة سيّد المرسلين، وملازمة خاتم النبيّين عليه صلاة ربّ العالمين، ومثل هذه المزيّة لم تكن لأحد من الصحابة أجمعين.
١١٣ - لَهامُ العلم
  اللهام من أسماء البحر، وهو المراد هاهنا، واللهام الجيش وليس بمراد هاهنا، وتفسير هذا الاسم قد سبق في وصف أمير المؤمنين #، بالعلم الواسع، وسيأتي مزيد بيان في تفسير «قاموس علم رسول الله» لأنّ معناهما واحد، وإنّما أفردنا لكلّ حرف اسماً لتوسعة نطاق الأسماء العلوية، ولكونها جامعة في فضله الأحاديث النبويّة والفضائل النفسانية والمعنوية. وابن عبّاس كان يسمى الحبر والبحر، وهو تلميذ أمير المؤمنين # وهو القائل، وقد سئل أين علمك من علم ابن عمّك؟. فقال: بمنزلة القطرة من البحر المحيط(٤).
(١) نهج البلاغة. ص ١٤٢. الخطبة ٩٧.
(٢) نهج البلاغة، ص ٣٠٠. خطبة ١٩٢.
(٣) الاستيعاب، ٣/ ١٩٩، ص ١٨٧٥، شرح نهج البلاغة، ١٣/ ٢٣٤.
(٤) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد، ١٧/ ١ - ١٩.