الذائد عن حوزة الملة
  في ملأٍ ذكرته في ملأٍ خير من مَلَئِه وإذا تقرب منّي شبراً تقربت منه ذراعاً، وإذا تقرب منّي ذراعاً تقربت منه باعاً، وإذا مشى إِلَىَّ هرولت إليه»(١).
  وقال ÷: «ما جلس قوم مجلساً يذكرون الله تعالى إلّا حفّت بهم الملائكة وغشيتهم الرحمة وذكرهم الله فيمن عنده»(٢).
  ذكر هذه الجملة ابن أبي الحديد في شرحه(٣).
٩٤ - الذائد عن حوزة الملّة
  الذائد بمعنى الحامي، وأنشدوا في ذلك:
  لقد علمت عَليا معدّ بأنّني ... أنا الذائد الحامي حقيقة جعفر
  وفي الصحاح: رجل ذائد وذوّاد أي حامي الحقيقة دَفَّاع(٤).
  والحوزة: قال في الصحاح: حوزة الملك بيضته(٥).
  وهذا الاسم مشتق له # من أفعاله الشريفة وأحواله الرائقة وما ثبت له من الجهاد الذي لم يكن لأحد مثله من الصحابة أجمعين، وقد ذكرنا طرفاً من ذلك وسيأتي مزيد بيان.
  ومن كلامه # في هذا المعنى ما لا يحصى كثرة، ومن ذلك قوله #: «والله لو تظاهرت العرب على قتالي لما ولّيت عنها ولو أمكنت الفرص من رقابها لسارعت إليها»(٦).
  وقوله فيما تقدّم: «ولقد واسيته بنفسي في المواطن التي ينكص فيها الأبطال، وتتأخّر الأقدام، نجدةٌ أكرمني الله بها»(٧).
  ويكفيك أنّها لم تكن لرسول الله ÷ وقعة إلّا وله فيها اليد الطولى والقدح المعلّى، ومنها ما لم يكن لأحد فيها جهاد غيره كيوم خيبر لم يُسلّ في خيبر إلّا سيف
(١) جامع الأصول من أحاديث الرسول لابن الأثير، ٥/ ٢٤٢، ح ٢٥٦٦، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد، ١٠/ ١٥٤.
(٢) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد، ١٠/ ١٥٤، جامع الأصول، ٥/ ٢٤١، ح ٢٥٦١.
(٣) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد. ١٠/ ١٥٤.
(٤) الصحاح للجوهري، ٢/ ٤٧١.
(٥) نفس المصدر، ٢/ ٨٧٦.
(٦) نهج البلاغة، ص ٤١٨، كتاب ٤٥.
(٧) نفس المصدر، ص ٣١١، الخطبة ١٩٧.