راية الهدى
  ثمّ لا شك أنّ محمّداً ÷ كان أفضل الخلق بسائر الفضائل، فلمّا كان علي # مساوياً له في تلك الصفات وجب أن يكون أفضل الخلق(١) لأنّ المساوي للأفضل يجب أن يكون أفضل فتجب التسوية في الأسماء إلّا ما خصّه الدليل.
  وقد قال الله تعالى في رسوله ÷: {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ ١٢٨}[التوبة].
  فسمّاه الله تعالى رؤوفاً رحيماً بالمؤمنين، وأمير المؤمنين كان بالمؤمنين رؤوفاً رحيماً، وعلى المجرمين عذاباً أليماً، ومن طالع سيرته وعرف طريقته علم ما قلناه، ويحقق ما ذكرناه وتفصيل ذلك يطول.
٢٣٩ - راية الهدى
  هذا الاسم سمّاه به رسول الله ÷ والأصل في ذلك ما رواه صاحب الكفاية أنّ رسول الله ÷ قال: «إنّ ربّ العالمين عهد إلَيَّ عهداً في علي بن أبي طالب فقال: إنّه «راية الهدي» ومنار الإيمان، وإمام أوليائي، ونور جميع من أطاعني، علي بن أبي طالب أميني غداً في القيامة، وصاحب رايتي في القيامة، وأميني على مفاتيح خزائن رحمة ربّي ø»(٢).
٢٤٠ - الراكب يوم القيامة والنّاس مشاة
  الرافل يوم الطامة في رفرف الجنّة والنّاس مشاة عراة
  الأصل في هذا ما رواه أصحابنا وعلماؤنا في كتبهم وتصانيفهم(٣) ورواه الفقيه المحدّث الحافظ في كتاب الكفاية بإسناده إلى ابن عبّاس قال: قال رسول الله ÷: «يأتي على النّاس يوم ما فيه راكب إلّا نحن أربعة قال: أنا على البراق، وأخي صالح على ناقة الله التي عقرها قومه، وعمّي حمزة أسد الله وأسد رسوله على ناقتي العضباء، وأخي علي بن أبي طالب على ناقة من نوق الجنّة، مدبّجة الحسن، عليه حلّتان خضراوان من كسوة الرحمن، على رأسه تاج من نور لذلك
(١) كفاية الطالب، ص ٢٩١.
(٢) كفاية الطالب، ص ٢١٥.
(٣) محاسن الأزهار، ص ٢٨٠.