البروج في أسماء أمير المؤمنين (ع)،

الهادي بن إبراهيم الوزير (المتوفى: 822 هـ)

الظاهر على أعداء الله

صفحة 227 - الجزء 1

حرف الظاء

٢٠١ - الظّافر بتأييدالله

  الأصل في هذا ما أسلفناه من انتصاره # على من عاداه، واستظهاره على من ناواه، وقد أظفره الله تعالى بأعدائه في عهد رسول الله ÷ وبعده.

  فأمّا في زمن النبي ÷ نما بارز قرناً إلّا قتله، ولا برز إليه شجاع إلّا جدله، وذلك معروف.

  وأمّا بعد وفاة النبي ÷ فذلك ظاهر في حروبه كلّها، أظفره الله تعالى بأهل البغي يوم الجمل، وبالخوارج يوم النهروان، وبمعاوية وأصحابه في صفّين، لولا التجأوا إلى التحكيم ورفعوا المصاحف على أطراف الرماح، وسألوا الرجوع إلى القرآن، وقال أمير المؤمنين لأصحابه: «كلمة حق يراد بها باطل»⁣(⁣١) فخالفوه، والظفر قد ظهر، والنصر قد لاح جبينه واشتهر، ولكن كما قال #: «لا رأي لمن لا يطاع»⁣(⁣٢).

  فحصل من هذا صحّة ما ذكرناه من هذا الاسم، وأنّه صالح لأمير المؤمنين.

٢٠٢ - الظاهر على أعداء الله

  هذا الاسم في معنى الذي قبله لا فرق بينه إلّا في اللفظ، لأنّ معنى الظهور هو معنى الظفر، بدليل أنّه لا يجوز أن يثبت بأحد اللفظين وينفى بالآخر، فلا يقال: ظهر فلان على أعدائه وما ظفر بهم، ولا ظفر بهم وما ظهر عليهم، بل يعدّ من قال ذلك مناقضاً لكلامه جارياً مجرى من يقول: ظهر عليهم وما ظهر، أو ظفر وما ظفر.


(١) نهج البلاغة، ص ٨٢، خطبة ٤٠.

(٢) نفس المصدر، ص ٧١، خطبة ٢٧.