البروج في أسماء أمير المؤمنين (ع)،

الهادي بن إبراهيم الوزير (المتوفى: 822 هـ)

الثقل الثاني

صفحة 72 - الجزء 1

  في المشركين بدر الكبرى، قُتل فيها سبعون من المشركين، قتل علي # نصفهم، وقتل المسلمون والملائكة النصف الآخر.

  قال: وإذا رجعت إلى مغازي محمّد بن عمر الواقدي، وتاريخ الأشراف ليحيى بن جابر البلاذري وغيرهما علمت صحة ذلك، دَعْ مَنْ قتله في غيرها كأُحُد والخندق وغيرهما.

  قال: وهذا الفصل لا معنى للإطناب فيه. لأنّه من المعلومات الضرورية، كالعلم بوجود مكّة ومصر ونحوهما⁣(⁣١).

  قلت: الكلام في هذا المعنى، كما ذكره ابن أبي الحديد فلا معنى للإطالة بذكره.

٤٠ - الثقل الثاني

  الأصل في هذا ما ورد عنه ÷ من الحديث المشهور: «إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلوا من بعدي أبدأ. كتاب الله وعترتي أهل بيتي، إنّ اللطيف الخبير نبأني إنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليَّ الحوض»، رواه جدّي المرتضى | في كتاب البيان وهو ممّا رواه المؤالف والمخالف⁣(⁣٢).

  قال في النهاية: سماهما ثقلين لأن الأخذ بهما والعامل بهما ثقيل. ويقال لكل خطير نفيس: ثقل، فسماهما ثقلين إعظاماً لقدرهما، وتفخيما لشأنهما⁣(⁣٣).

  وأمير المؤمنين # سيّد العترة ورأس أهل البيت، وهو بنفسه الكريمة ثقل، والمراد به أنّ قوله حجّة، وهو إلى الخيرات محجّة؛ وقد قرن رسول الله التمسّك بالكتاب بالتمسّك بالعترة، فكما أنّ التمسّك بالكتاب واجب فكذلك التمسّك بالعترة واجب، وما ثبت للعترة من ذلك، فهو في حقّ أمير المؤمنين أثبت.

  ومن كلامه # «اعذروا من لا فقه لكم عنده، وأنا هو المرؤ أعمل فيكم بالنقل الأكبر وأترك فيكم الثقل الأصغر، وركزت فيكم راية الإيمان، ووقفتكم على حدود الحلال والحرام»⁣(⁣٤).


(١) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد، ١/ ٢٤.

(٢) تنبيه الغافلين. ص ٢٩؛ كفاية الطالب، ص ٢٥٩: كنز العمّال، ١/ ٤٤ - ٤٥: الصواعق المحرقة، ص ٨٩: مسند أحمد، ٤/ ٣٦٦: المراتب، ص ١٥١.

(٣) النهاية في غريب الحديث والأثر، ٢١٦/ ١.

(٤) نهج البلاغة، ص ١٢٠، الخطبة ٨٧.