الصديق الأكبر
١٥٨ - الصدّيق الأكبر
  الأصل في ذلك ما رواه جدّي | في كتابه البيان قال: وروينا عن معاذة العدوية: سمعت عليّاً يقول على منير البصرة: «أنا الصدّيق الأكبر، آمنت قبل أن يؤمن أبو بكر وأسلمت قبل أن يسلم»(١).
  و روى صاحب الكفاية عن النبي ÷ في أمير المؤمنين # عن ابن عبّاس: «هو فاروق هذه الأمّة يفرق بين الحقّ والباطل، وهو الصدّيق الأكبر».
  وسيأتي أطول من هذا في شرح «الفاروق» في حرف الفاء إن شاء الله تعالى.
  وفي كتاب البيان في وصف أمير المؤمنين: فإنّه الصدّيق الأكبر والهادي لمن اتبعه.
  وروى ابن أبي الحديد أنّ أمير المؤمنين # قال: «أنا الصدّيق الأكبر والفاروق الأوّل أسلمت قبل إسلام النّاس وصلّيت قبل صلاتهم»(٢).
  وقد تقدّم لنا كلام في تصديقه # وأنّه أفضل الصدّيقين الثلاثة، ذكرناه في «ثالث سبّاق الأمم» في حرف الثاء، وأفضلهم أكبرهم، فهو الصدّيق الأكبر، لأنّ الحديث قد نصّ على انّه الصديق الأفضل، ذكره في موضعين من كتاب الكفاية وفي هذا لمن أنصف كفاية.
  وذكر الطبري في تاريخه عن عباد بن عبدالله قال: سمعت عليّاً صلّى الله عليه يقول: «أنا عبدالله وأخو رسول الله وأنا الصدّيق الأكبر»(٣).
(١) محاسن الأزهار، ص ٤٦٧.
(٢) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد، ١/ ٣٠.
(٣) الخصائص للنسائي، ص ٢٩، ح ١٧ تاريخ الطبري، ٢/ ٣١٠.
ذكر المصنّف في المستدرك من كتابه: وفي «الصديق الأكبر» في حرف الصاد من كتاب البيان عن زيد بن علي @ عن علي # قال: قال رسول الله ÷: «قال لي ربّي ø ليلة أسرى بي: من خلّفت على أمّتك يا محمّد؟ قلت: أنت أعلم يا ربّ، قال: يا محمّد انتجبتك لرسالتي واصطفيتك لنفسي فأنت نبيي وخير خلقي في كتاب الشافي: «وخيرتي من خلقي» بدل «وخير خلقي»: ١/ ١٧٧.] ثمّ الصديق الأكبر الطاهر المطهّر الذي خلقته من طينتك، وجعلته وزيرك وأبا سبطيك في كتاب الشافي زيادة «الشهيدين السيدين» ١/ ١٧٧.]
الطاهرين المطهّرين سيّدي شباب أهل الجنّة، وزوجته خير نساء العالمين».
حتّى قال: «قلت: يا ربّ، ومن الصدّيق الأكبر؟ قال: أخوك ووليّك علي بن أبي طالب».
و روى الإمام المنصور بالله # في كتاب الشافي مثل ذلك، إلّا أنّه حكى فيه قوله: «من خلّفت قال: يا ربّ أنت أعلم: قال خلّفت فيهم الصدّيق الأكبر كتاب الشافي ١/ ١٧٧ - ١٧٨]» إلى آخره.
أقول: الزيادة التي ذكرها المصنّف «ره» غير موجودة في المصدر.