جسيم الفخر
  الله له الذنوب التي اكتسبها بالاستماع، ومن نظر إلى كتاب من فضائله غفر الله له الذنوب التي اكتسبها بالنظر».
  ثمّ قال: «النظر إلى علي عبادة، وذكره عبادة، لا يقبل الله إيمان عبد إلّا بولايته والبرانة من أعدائه»(١).
  و روي صاحب الكفاية بإسناده عن أمير المؤمنين قال: «خرجت مع رسول الله ÷ ذات يوم نمشي بطرقات المدينة، إذا مررنا بنخل من نخيلها، فصاحت نخلة بأخرى: هذا النبي المصطفى، وعلي المرتضى، ثمّ جزناها فصاحت ثانية بثالثة: هذا موسى، وأخره هارون، ثمّ جزناها فصاحت رابعة بخامسة: هذا نوح وإبراهيم، ثمّ جزناها فصاحت سادسة بسابعة: هذا محمّد سيّد النبيّين، وهذا علي سيّد الوصيّين، فتبسّم رسول الله ÷ ثم قال: يا علي إنّما سمي نخل المدينة (صيحانيا) لأنّه صاح بفضلي وفضلك»(٢).
  إلى آخر ما ذكره في باب تعداد المناقب التي اختصّ بها #، وهي مائة منقبة اقتصرنا منها على هذا القدر لملاحظة الاختصار.
٤٨ - جسيم الفخر
  هذا الاسم مشتق له # من هذه الفضائل التي ذكرناها، ومتا ثبت له من المناقب التي اختصرناها.
  ومن جملتها ما رواه صاحب الكفاية، عن عمر بن الخطّاب أتاه رجلان سألاه عن طلاق الأمة، فقام معهما فمشى حتّى أتى إلى حلقة في المسجد فيها رجل أصلع، فقال: أيّها الأصلع ما ترى في طلاق الأمة؟، فرفع رأسه إليه ثمّ أومي إليه بالسبابة والوسطى، فقال: «لها تطليقتان».
  فقال أحدهما: سبحان الله جئناك، وأنت أمير المؤمنين فمشيت معنا حتّى وقفت على هذا الرجل سألته فرضيت أن أومى إليك.
(١) كفاية الطالب، ص ٢٥٢ وفيه: «مقرّأ بها» والمناقب للخوارزمي. ص ٢.
(٢) كفاية الطالب، ص ٢٥٥.