يوشع بن نون في رد الشمس له بعد الغروب
  ونكاية الملحدين، والتنكيل بعد وفاة المصطفى ÷ بالمفسدين من الناكثين والقاسطين والمارقين.
٢٨٨ - يوشع بن نون في ردّ الشمس له بعد الغروب
  هو # يشبه يوشع بن نون # بأمرين:
  أما أحدهما: فبالوصيّة إليه، لما رويناه من كتاب الكفاية عن النبي ÷ أنّ سلمان ¥ قال له: يا رسول الله لكلّ نبيّ وصيّ فمن وصيك؟ فسكت عنّي، فلمّا كان بعدُ رآني فقال: «يا سلمان» فأسرعت إليه فقلت: لبّيك، قال: «تعلم من وصيّ موسى؟»، قلت: نعم يوشع بن نون، قال: «لِمَ؟»، قلت: لأنّه كان أعلمهم يومئذٍ، قال: «فإنّ وصيّي وموضع سرّي وخير من أترك من بعدي ينجز عدتي ويقضي ديني علي بن أبي طالب»(١).
  هذا وجه في كونه # يشبه يوشع #.
  الوجه الثاني: ردّ الشمس له بعد غروبها، كما ردّ الله الشمس ليوشع بعد غروبها، وذلك ثابت فيما رويناه من طرق أئمّتنا $: وعلمائنا الأعلام وأبائنا السّادة الكرام(٢).
  ونذكر هاهنا جملة ما ذكره الفقيه الحافظ صاحب الكفاية |، فقد استقصي في النقل وتثبت، وذكر كلاماً طويلاً لا يسعه هذا المكان، والقصد خلاصته.
  قال: من أنكر حديث ردّ الشمس لأمير المؤمنين بدعاء رسول الله ÷ فإمّا أن يكون ممَّن أثبت الشرائع، أو ممَّن نفاها، إن كان ممَّن نفاها فلا نكلّمه في هذه المسألة لأنّها كالفرع على الأصل.
  وإن كان من أنكر الحديث ممَّن أثبتها، فقد روى حديث ردّ الشمس ليوشع بن نون، مسلم في صحيحه، لأنّه غزى قرية فحانت صلاة العصر أو قربت من ذلك، فقال للشمس: «أنت مأمورة وأنا مأمور، اللهمّ احبسها علَيَّ، فحبست عليه حتّى فتح الله عليه»(٣).
(١) كفاية الطالب، ص ٢٩٢.
(٢) محاسن الأزهار، ص ٦٢٠.
(٣) كفاية الطالب، ص ٣٨١ - ٣٨٢.