البروج في أسماء أمير المؤمنين (ع)،

الهادي بن إبراهيم الوزير (المتوفى: 822 هـ)

خيرالوصيين

صفحة 108 - الجزء 1

  ومن كلامه # في ذلك: «والله لأن أبيت على حسك السعدان مسهّدا أو أجرّ في الأغلال مصفّداً أحبّ إليّ من أن ألقى الله ورسوله يوم القيامة ظالماً لبعض العباد أو غاصباً لشيء من الحطام، وكيف أظلم لنفس يسرع إلى البلاء قفولها ويطول في الثرى حلولها؟!»⁣(⁣١).

  حتّى قال: «والله لو أعطيت الأقاليم السبعة بما تحت أفلاكها على أن أعصي الله في نملةٍ أسلُبُها جلب شعيرة ما فعلته، وإنّ دنياكم عندي لأهون من ورقة في فم جرادة»⁣(⁣٢)، وفي بعض كلامه: «أهون من عظم معروق في يد مجذوم».

  ومن كان هذه حاله فهو المتّصف بهذه الصفات جدّاً، والمتّسم بهذه السمات صدقاً، وهي له بالحقيقة، ولغيره على طريقة المجاز، ولو نذكر ما تحت هذه الأسماء من خوفه # وخشوعه، وخضوعه لخرجنا إلى الإطالة فيها، وفي تفسير «العابد» ما يكون كالزيادة والبيان، وبه يكون الإيضاح للبرهان إن شاء الله.

٧٤ - خيرالوصيّين

  الأصل في هذا ما ورد عن النبي ÷ حيث قال لأنس: «يدخل - علي أمير المؤمنين وخير الوصييّن وأولى النّاس بالنّاس»⁣(⁣٣) فدخل علي بن أبي طالب، فثبت أنّه خير الوصيّين، وأنّ هذا اسم نبويّ، ذكره في البيان.

٧٥ - خيرالبريّة بعد خيرالبريّة

  الأصل في ذلك ما رواه الفقيه الحافظ في كفاية الطالب يرفعه بإسناده إلى جابر بن عبدالله، قال: كنّا عند النبي ÷ فأقبل علي بن أبي طالب، فقال النبي ÷: «قد أتاكم أخي»، ثمّ التفت إلى الكعبة فضربها بيده، ثمّ قال: «والذي نفسي بيده إنّ هذا وشيعته هم الفائزون يوم القيامة، ثمّ إنّه أوّلكم ايماناً، وأوفاكم بعهد الله، وأقومكم بأمر الله، وأعدلكم في الرعيّة، وأقسمكم


(١) نهج البلاغة، ص ٣٦٤. الكلمة ٢٢٤.

(٢) نفس المصدر، ص ٣٤٧، الكلمة ٢٢٤.

(٣) الفوائد المجموعة للشوكاني، ص ٣٧٠، ميزان الاعتدال، ١/ ٦٤، ح ٢١١ وهما قريبان منه.