البروج في أسماء أمير المؤمنين (ع)،

الهادي بن إبراهيم الوزير (المتوفى: 822 هـ)

التابع لرسول الله

صفحة 65 - الجزء 1

  ثمّ ضرب بيده على لحيته فأطال البكاء ثمّ قال: «أوه على إخوانسي الذين تلوا القرآن فأحكموه وتدبّروا الفرض فأقاموه، وأحيوا السنّة وأماترا البدعة، دُعوا للجهاد فأجابوا، ووثقوا بالقائد فاتّبعوا».

  ثمّ نادى بأعلى صوته: «الجهاد الجهاد عباد الله، ألا وإنّي مُعسكر في يومي هذا، فمن أراد الرّواح إلى الله فليخرج!»⁣(⁣١).

  وهذا هو الشوق إلى الله والتوق إلى لقاء الله تعالى.

  ووجه آخر وهو ما ثبت أنّ الجنّة تشتاق إلى أمير المؤمنين.

  والأصل في ذلك ما رواه الحافظ المحدّث الكنجي | بإسناده يرفعه إلى رسول الله ÷: «اشتاقت الجنّة إلى ثلاثة: إلى علي وعمّار وسلمان»⁣(⁣٢).

  ومن اشتاقت الجنّة إليه فهو إليها أشوق.

  وفي الحديث: «من أحبّ لقاء الله أحبّ الله لقاء، ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه»⁣(⁣٣).

  وأمير المؤمنين يحبّ لقاء الله ويرغب إلى الموت، وقد قال في ذلك كلامه المشهور: «والله لأنا أنس بالموت من الطفل بثدي أمّه»⁣(⁣٤).

  وقال في بعض كلامه: «ما كنت إلّا كقارب وَرَدَ أو طالب وَجَدَ»، يعني في بشراء بالموت⁣(⁣٥).

٣٢ - التابع لرسول الله

  قد تقدّم معناه حين ذكرنا كلام أمير المؤمنين في ملازمته لسيد المرسلين، وما خصّه الله به من تربيته له، وإدنائه إيّاه، وقد ذكرنا ذلك في تفسير «ترب الهدى» فلينظر هناك.

٣٣ - تمام نعمة الله

  هذا الاسم مأخوذ من قول رسول الله ÷ لأمير المؤمنين: «إنّه منّي وأنا منه»، وقد قدّمنا


(١) نهج البلاغة، ص ٢٦٤، الخطبة ١٨٢.

(٢) كفاية الطالب. ص ١٣١.

(٣) كنز العمال. ١٥/ ٤٢١٢١: ٥٤٨، سنن ابن ماجة، ٢/ ١٤٢٥.

(٤) نهج البلاغة، ص ٥٢، الخطبة ٥.

(٥) نهج البلاغة، ص ٣٧٨، الكلام رقم ٢٣.