دمث الأخلاق
  ومثل هذا في وفد ثقيف دعا عليهم بأمير المؤمنين. وأخذ عمر بن الخطاب يعرض نفسه لرسول الله ÷ رجاء أن يكون هو حتّى أخرج صدره فكان ذلك أمير المؤمنين فهو «دعوة سيّد المرسلين».
  والحديث بلفظه: إنّه # قال لوفد ثقيف: «لتسلمنّ أو لأبعثن رجلاً منّي - أو قال: مثل نفسي - فليضربنّ أعناقكم، وليسبينّ ذراريكم، وليأخذنّ أموالكم»، قال عمر: فو الله ما تمنيت الإمارة إلّا يومئذ وجعلت أنصب صدري رجاء أن يقول هو هذا، قال: فالتفت إلى علي فأخذ بيده ثمّ قال: «هو هذا، هو هذا»، ذكره في الاستيعاب(١).
٧٨ - دليل الهدى
  الدليل في أصل اللغة المتقدم للقوم على جهة يهتدون به(٢)، ولما كان أمير المؤمنين مناراً يهتدى بعلومه، ويقتبس من نوره، ويرجح إلى قوله، ويحتجّ بفعله، سمّي «دليل الهدى»، لأنّ الله تعالي به بعد رسوله هدى، فهو الهادي المهديّ، وقد جاء ذلك في الحديث عن حذيفة قال: قال رسول الله ÷: «وإن ولوا عليّاً فهاديا مهدياً»، ذكره في الاستيعاب(٣) ومن كان هادياً مهدياً فهو «دليل الهدي» ومشكاة الضياء.
٧٩ - دمث الأخلاق
  الدمائة في اللغة السهولة، قال في الصحاح: الدمث المكان اللين ذو رمل، والجمع الدماث، والدماثة سهولة الخلق، يقال: ما كان أدمث فلاناً وألينه(٤).
  قال ابن أبي الحديد في وصفه #: وأما سجاجة الأخلاق وبشر الوجه وطلاقة المحيا والتبسّم، فهو المضروب به المثل فيه، حتّى عابه بذلك أعداؤه.
  قال عمرو بن العاص لأهل الشام: إنّه ذو دُعابة شديدة.
(١) الاستيعاب، ٣/ ١١١٠.
(٢) أساس البلاغة للزمخشري، ص ١٩٣.
(٣) الاستيعاب، ٣/ ١١١٤.
(٤) الصحاح للجوهري، ١/ ٢٨٢.