البروج في أسماء أمير المؤمنين (ع)،

الهادي بن إبراهيم الوزير (المتوفى: 822 هـ)

البرهان

صفحة 55 - الجزء 1

  يا أمير المؤمنين لو شئت أن أفتك بك لفعلت، فقال: لقد شجعت بعد يا أبا بكر قال: وما الذي تنكره من شجاعتي، وقد وقفت في الصف إزاء علي بن أبي طالب!؟

  قال معاوية: لا جرم قتلك وأباك بيسرى يديه، وبقيت اليمنى فارغة يطلب من يقتله بها. وجملة الأمر أن كلّ شجاع في الدنيا إليه ينتمي، وباسمه ينادي في مشارق الأرض ومغاربها⁣(⁣١).

  قلت: الإطالة في هذا كمن يخبر عن ضوء الصباح، والذي يحاول ستره كمن يحاول ستر الشمس بالراح.

٢٠ - البرهان

  هذا الاسم مأخوذ من كونه # حجة على النّاس بعد رسول الله ÷، إذ كان هو الخليفة بعده، وإليه ما كان إلى رسول الله ÷ من الولاية على الأمّة، وحديث غدير خمّ يدلّ على ذلك على ما يأتي بيانه، إن شاء الله تعالى.

  والبرهان والحجة بمعنى واحد⁣(⁣٢) وسمّي البرهان برهاناً لوضوحه، وجلائه مأخوذ من البرهنة وهي المرأة الناعمة، والنون للزيادة، قد مرّ في هذا الاشتقاق ولا أدري بموضعه.

  وذكر في كتاب البيان وغيره عن الإمام أحمد بن حنبل، عن سلمان، عن النبي ÷: «أن [الله] جعل عليّاً لي وزيراً وأخاً ووصياً»، حتّى قال: «واسمه في التوراة مقرون إلى اسمي. زوجته الصدّيقة الكبرى، وابناه سيّدا شباب أهل الجنّة، وهو وهما والأئمّة من ولدهما حجج الله على خلقه»، انفرد تسميته لهم «حجج» وهو الذي أردناه بالبرهان.

  وفي تفسير قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمْ بُرْهَانٌ مِنْ رَبِّكُمْ}⁣[النساء: ١٧٤] قولان:

  أحدهما: القرآن لما فيه من المعجز الدالّ على صدق رسول الله ÷.

  الثاني: أنّه النبي ÷ لما معه من المعجزات التي يشهد بصدقه.

  وقد أشار إلى القولين الزمخشري في كشّافه⁣(⁣٣).


(١) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد. ١/ ٢٠ - ٢١؛ وانظر الصراط المستقيم، ١/ ١٦٠.

(٢) الصحاح، ٥/ ٢٠٧٨.

(٣) الكشّاف للزمخشري، ١/ ٥٩٨.