{إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ}⁣[التوبة: ١١١].

  ولعلي # من فضل هذه الآية والعمل بها النصيب الأوفر، وسهمه فيما هنالك القدح الأقعر، لأنّه # أكثر المؤمنين جهاداً وجلاداً.

  وقد صدقت فيه هذه الآية الشريفة حيث جمع بين قوله تعالى: {فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ} فقتل # ثمّ قُتل، وكان الرسول ÷ يبشره بالشهادة ويقول: «كيف صبرك حينئذ»⁣^(⁣١)، فقال #: «ذلك من مواطن الشكر، وليس من مواطن الصبر»⁣^(⁣٢)، على ما سيأتي بيانه إن شاء الله تعالى، وفي هذا الجواب من الحسن والإحسان ما لا يبلغه مواقع الاستحسان.

  وسيعرض لنا بقية الأسماء في ما يكون البسط فيه أليق، في ذكر شجاعته ومقاماته، وما خصّه الله من فضله وكراماته، إن شاء الله تعالى.

١٦ - البَرُّ

  هذا الاسم من أسمائه # لأنّه سيّد الأبرار، وفي الحديث: «علي قائد البررة وقاتل الفجرة، مخذول من خذله، منصور من نصره»⁣^(⁣٣) أو كما ورد.

  والبرّ: اسم لمن كثر برّه، يقال: بررت والدي بالكسر، فأنا أبرّه برّاً. ويقال فيه: فأنا برّ به، وبارّ، وجمع البرّ الأبرار، وجمع البارّ البررة. وقال الله تعالى: {وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ لِلْأَبْرَارِ ١٩٨}⁣[آل عمران].

  قال أبو الخطاب: في تفسير الأبرار من أسماء رسول الله ÷: يقال رجل برّ بفتح الباء، وبارّ بألف، إذا كان ذا نفع وخير ومعروف.

  ومن أسماء الله تعالى «البَرُّ» أي عطوف على خلقه محسن إليهم رحيم بهم.

(١) نهج السعادة، ١/ ٣٨١، نهج البلاغة، ص ٢٢٠، الخطبة ١٥٦.

(٢) نهج البلاغة، الخطبة ١٥٦: موسوعة الإمام علي #، ٧/ ١٩٦.

(٣) المناقب للخوارزمي. ١٧٧/ ١.