حميدالأفعال
  و روى جدّي المرتضى | في كتاب البيان عن ابن عبّاس إنّ النبي ÷ قال: «أقضى أمّتي بكتاب الله علي فمن أحبّني فليحبّه، فإنّ العبد لا ينال ولايتي إلّا بحبّه علي»(١)، قال |: وهذا الخير معلوم عند أهل النقل ما دفعه أحد منهم أبداً.
  قال قاضي القضاة: قد جمع النبي ÷ ما فرّقه الصحابة من حيث أنّ القضاء يشتمل على معرفة الفرائض، وعلى معرفة الحلال والحرام.
  وقد ذكر ابن أبي الحديد |: أنّ جميع علوم أهل الملّة النبويّة مأخوذة من أمير المؤمنين، ومستفادة من علمه، وفصّل أبو العز في ذلك تفصيلاً طويلاً، وجملته: إنّ علم المعتزلة مستند إليه.
  قال: أُستاذ المعتزلة ومعلّمهم علي بن أبي طالب.
  قال: وأمّا الإماميّة والزيديّة فانتماءهم إليه أمر ظاهر.
  قال: ومن العلوم علم الفقه، قال: كلّ فقيه في الإسلام فهو عيال عليه، ومستفيد من فقهه، ورجع بفقه الفقهاء كلّه إلى أمير المؤمنين، وأسند ذلك وأطال فيه(٢).
  والقصد الإشارة إلى أنّه حافظ علم رسول الله ÷.
٥٩ - حجيج المارقين
  سمّى نفسه # بهذا الاسم؛ لأنّه كان يحاجّهم ويحاجّونه، ويوضّح لهم سبل الحقّ، فلو سعدوا اتبعوه، وقال # في ذلك: «أو ما وزع الجهّال سابقتي عن تهمتي ولما وعظهم الله به أبلغ من لساني، أنا حجيج المارقين وخصيم المرتابين» إلى آخر كلامه(٣).
٦٠ - حميدالأفعال
  هذا الاسم مشتق له # من أفعاله الحميدة، والحميدة بمعنى المحمودة، وفعيل بمنى مفعول قد جاء ذلك في شعر العرب.
(١) تنبيه الغافلين، ص ٨٥.
(٢) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد، ١٧/ ١ - ١٨.
(٣) نهج البلاغة، ص ١٠٣، الخطبة ٧٥.