البروج في أسماء أمير المؤمنين (ع)،

الهادي بن إبراهيم الوزير (المتوفى: 822 هـ)

فاقيء عين الفتنة

صفحة 237 - الجزء 1

  يُحبّ الهي والإلهُ يُحِبُّه ... به يفتحُ اللهُ الحصونَ الأوابيا

  فأصفى بها دونَ البريّة كلّها ... عليّاً وسمّاه الوزيرَ المؤاخيا⁣(⁣١)

  وسار # مصمّماً وكان رسول الله ÷ قد قال: «لا تلتفت حتّى يفتح الله عليك»، فلمّا سار قليلاً قال: «يا رسول الله على ما أقاتلهم؟»، ووجهه إليهم وقفاه إلى رسول الله ÷ امتثالاً لأمره في عدم الالتفات.

  وقد نظم الإمام المنصور # هذه الحال، وذكرها في حقّ أمير المؤمنين فقال:

  قد عُرِّفُوا طرقَ التقديم لو عَرَفُوا ... لكنّهم جَهِلوا والجهلُ ضرّارُ

  ساروا برايته فاسترجعوا هَرَباً ... والخيلُ تعثرُ والأبطال فرارُ

  حتّى إذا اشتدّ وجه الفتح واختلجتْ ... خواطرُ من بني الدنيا وأفكارُ

  نادئ أبا حسنٍ موفي مواعده ... صبحاً وقد شخصت في ذاك أبصارُ

  وقال خذها وصمَّمْ يا أبا حن ... فكان فتح وباقي الجيش صدّار⁣(⁣٢)

  وتقدّم # وقتل مرحباً، وفتح الله على يديه، وأخذ باب الحصن بيده فوضعه على عاتقه، ثمّ أسنده للمسلمين فصعدوا عليه، وفتح الله على يديه، وكانت هذه من مناقبه الظاهرة وآياته الباهرة.

  وقد اختصرنا طرقها وكثرة رواتها، فإنّها في كتب أصحابنا وكتب الفقهاء، ولا فايدة في التطويل، وحسبنا الله ونعم الوكيل.

٢١٣ - فاقيء عين الفتنة

  قد تقدّم شرحه في حرف الجيم في تفسير «الجريء على حرب أعداء الله» وذكرنا كلامه # في قوله: «أنا فقأت عين الفتنة» إلى آخر كلامه⁣(⁣٣).


(١) محاسن الأزهار، ص ١٥٧ و ١٥٨.

(٢) نفس المصدر، ص ١٦٥.

(٣) نهج البلاغة، ص ١٣٧، الخطبة ٩٣.