البروج في أسماء أمير المؤمنين (ع)،

الهادي بن إبراهيم الوزير (المتوفى: 822 هـ)

حافظ علم النبي الأمين

صفحة 97 - الجزء 1

٥٧ - حاسر لثام الباطل

  حسرت كمّي عن ذراعي، أحسره حسراً: أي كشفت، وحسرت المرأة القناع عن وجهها، إذا كشفته.

  وهذا الاسم مشتق له # من كشفه لجواز حرب البغاة، وبيانه لأحكام قتال الطغاة، لأنّه لم يهتد أحد في ذلك إلى ما اهتدى إليه، ولولاء لجهلت السيرة في حربهم، وقد بيّنا ذلك فيما تقدّم.

  وعن أبي حنيفة: لولا أمير المؤمنين علي # لما عرفت أحكام البغاة⁣(⁣١) أو كما قال.

  ومن كلامه #: «والله ما لبست ولا لبس علي وأن معي لبصيرتي»⁣(⁣٢)، «ولأقاتلنهم مفتونين كما قاتلتهم كافرين»⁣(⁣٣)، أو كما قال #.

  ويؤيّده ما رواه في الكفاية عن النبي ÷ قال: «والذي نفسي بيده، إنّ فيكم رجلاً يقاتل النّاس بعدي على تأويل القرآن، كما قاتلت المشركين على تنزيله وهم يشهدون لا اله إلّا الله»⁣(⁣٤).

٥٨ - حافظ علم النبي الأمين

  قد قدّمنا من حفظه # لعلم رسول الله ÷ وإنه أعلم الأُمّة بعده، ما فيه كفاية، ونزيده بياناً:

  روى في كفاية الطالب عن رسول الله ÷ أنّه قال لعلي #: «إنّ الله أمرني أن أُدنيك ولا أقصيك. وأن أعلمك، وأن تعي، وحقّ على الله أن تعي»⁣(⁣٥).

  ويروى عن أبي أمامة قال: قال رسول الله ÷: «أعلم أُمّتي بالسنّة والقضاء بعدي علي بن أبي طالب»⁣(⁣٦).

  وعن سلمان ¥ عن النبي ÷ قال: «أعلم أُمّتي بعدي علي بن أبي طالب»⁣(⁣٧).


(١) كتاب المراتب. ص ١٠٢، القائل محمّد بن الحسن الشيباني تلميذ أبي حنيفة.

(٢) نهج البلاغة، ص ١٩٤، الخطبة ١٣٧ وص ٥٤، الخطبة ١٠.

(٣) نفس المصدر، ص ٧٧، الخطبة ٣٣.

(٤) كفاية الطالب في مناقب علي بن أبي طالب، ص ٣٣٤.

(٥) نفس المصدر، ص ١١٠.

(٦) نفس المصدر ٣٣٢.

(٧) نفس المصدر، ص ٣٣٢، المناقب للخوارزمي، ص ٤٠.