البروج في أسماء أمير المؤمنين (ع)،

الهادي بن إبراهيم الوزير (المتوفى: 822 هـ)

الطالع في أفق الإسلام بدرا

صفحة 224 - الجزء 1

١٩٦ - الطّالع في أفق الإسلام بدراً

  الأصل في هذا الاسم قوله ÷ في أمير المؤمنين #: «ونور جميع من أطاعني»⁣(⁣١).

  قد قدمناه في شرح غريب الصفات، فلمّا تمّ وصفه بأنّه «نور» استعرنا له الطلوع في أفق الإسلام لتكون الاستضاءة به عامةً في الآفاق، وكاملةً في الإنارة والإشراق، كإضاءة البدر في أفق السما، وإشراق الشمس في بهجة الضحى.

١٩٧ - الطاوي الحشا عن متاع الدنيا

  الأصل في هذا الاسم زهده # عن الدنيا وزهرتها، وبعده عن زخرفها وزينتها وكراهته لرونقها ونظرتها، ونزاهته عن لذّاتها وشهوتها، فهو # المشبّه بعيسى بن مريم في الزهادة، وبموسى بن عمران في العبادة، انظروا إلى خشونة لباسه وجشوبة طعامه.

  أمّا لباسه، فقال #: «والله لقد رفعت مدرعتي هذه حتّى استحييت من رافعها ولقد قال لي قائل: ألا تنبذها؟ فقلت: أغرب عنّي فعند الصباح يَحْمَدُ القومُ السُري!»⁣(⁣٢).

  وأمّا طعامه: فقال: «ألا وإنّ إمامكم قد اكتفى من دنياكم بطمريه ومن طعمه بقرصيه»⁣(⁣٣) وإنّما كانا من شعير وإدامه الملح، لقوله #: «وأيم الله يميناً استثني فيها بمشيئة الله لأروضنّ نفسي رياضة تهش معها إلى القرص إذا قدرت عليه مطعوماً وتقنع بالملح مأدوماً»⁣(⁣٤).

  وقال #: «ولو شئت لاهتديت الطريق إلى مصفَى هذا العسل ولباب هذا القمح ونسائج هذا القزّ، ولكن هيهات أن يغلبني هواي ويفودني جشعي إلى تخيّر الأطعمة»⁣(⁣٥).

  إلى أمثال هذا من كلامه المعروف في هذا الباب، وما لو ذكرناه لأدى ذلك إلى الإسهاب.

  وسيأتي في حرف الزاي في «الزاهد» جملة شافية، في هذا إن شاء الله تعالى.


(١) تقدّم تخريجه في «غريب الصفات».

(٢) نهج البلاغة، ص ٢٢٩، الخطبة ١٦٠.

(٣) نفس المصدر، ص ٤١٧، الكتاب ٤٥.

(٤) نفس المصدر، ص ٤١٩، الكتاب ٤٥.

(٥) نفس المصدر، ص ٤١٧ - ٤١٨، الكتاب ٤٥.