البروج في أسماء أمير المؤمنين (ع)،

الهادي بن إبراهيم الوزير (المتوفى: 822 هـ)

الفائز يوم أحد بمحاسن الثناء

صفحة 238 - الجزء 1

٢١٤ - الفائز يوم أحُد بمحاسن الثناء

  الأصل في ذلك من نداء جبرئيل # يوم أحدٍ حين أبلى ذلك البلاء العظيم، وقام ذلك المقام الكريم، وهرب من هرب دونه، وكسّر من سيفه جفونه، وضرب به حتّى لصقت يده بدمه، ومليء يومئذ شجاعةً من رأسه إلى قدمه، وقتل أصحاب اللّواء من بني عبد الدار، وصاح له جبرئيل بالثناء الجليّ: «لا سيف إلّا ذو الفقار ولا فتى إلّا عليّ».

  هذه رواية علمائنا في مصنّفاتهم: أنّ النداء هذا كان يوم أُحُد.

  وفي حديثه # أن جبرئيل # قال لرسول الله ÷ وقد رأي ما صنع أمير المؤمنين # فقال: «هذه هي المواساة» فقال ÷: «إنّه منّي وأنا منه»، فقال جبرئيل صلّى الله عليه: «وأنا منكما»⁣(⁣١) رويناه من كتاب البيان⁣(⁣٢).

  ورواية صاحب الكفاية: أنّ هذا - أعنى النداء كان يوم بدر⁣(⁣٣) ونحن نذكر روايته بطولها في تفسير «الفتى».

٢١٥ - الفارق بين الحقّ والباطل

  هذا الاسم في معنى «الفاروق» وتفسيره قد تقدّم⁣(⁣٤) وفيه الحديث المذكور آنفاً.

  وإنّما سمّي عمر بالفاروق لقتله المنافق حين وصل إليه رجل من اليهود فقال له: إنّ محمّداً حكم بيننا فلم أرض حكمه، وإنّما أُريد حكمك أنت، فقال له: انتظرني، ودخل بيته فاشتمل على سيفه، وخرج فضرب به المنافق حتّى برد، وقال: هذا حكمي فيمن لم يرض بحكم رسول الله ÷.

  فسمّاه رسول الله ÷ لأجل ذلك الفاروق.

  وأمير المؤمنين # قد سمّاه رسول الله ÷ بهذا الاسم، وسمّاه «فاروق هذه الأمّة» على الإطلاق.


(١) كفاية الطالب، ص ٢٧٤، محاسن الأزهار، ص ١٩٣.

(٢) محاسن الأزهار، ص ١٩١.

(٣) كفاية الطالب، ص ٢٧٧.

(٤) تقدم في «الفاروق الأكبر» رقم ٢١١.