البروج في أسماء أمير المؤمنين (ع)،

الهادي بن إبراهيم الوزير (المتوفى: 822 هـ)

شريف الأفعال

صفحة 280 - الجزء 1

  ليس قد قلت لي يوم أحد حيث استشهد من استشهد من المسلمين وحيزت عنّي الشهادة، فشقّ ذلك عليّ فقلت لي: «أبشر فإنّ الشهادة من ورائك»؟

  فقال لي: «إنّ ذلك كذلك، فكيف صبرك إذاً؟».

  فقلت: يا رسول الله، ليس هذا من مواطن الصبر، ولكن من مواطن البشري والشكر⁣(⁣١) ومن عجيب الكلام قوله #: «ليس من مواطن الصبر» إلى آخره، فلم يسمع كلام في هذا المعنى أحسن من هذا الكلام.

  وكان # يخبر بأن ابن ملجم لعنه الله قاتله، وقيل له: أفلا تقتله يا أمير المؤمنين؟ فيقول #: «لم يقتلني بعد»⁣(⁣٢).

  وقد أحسن من قال:

  وهزّ علىٌّ بالعراقين لحيةً ... مصيبتُها جلّت على كلّ مسلم

  وقال سيأتيها من الله حادثٌ ... ويخضبُها أشقى البريّة بالدمِ⁣(⁣٣)

  في جملة أبيات.

٢٧٨ - شريف الأفعال

  هذا الاسم مأخوذ من كون أفعاله مسبوكة في قوالب الصلاح والسداد، ومطبوعةً في طوابع الفلاح والرشاد، فهي شريفة في ذواتها، رفيعة في رتباتها، معصومة عن الخلل، مصونة عن الخطاء والخطل، موافقة لمراد الله تعالى في القول والعمل.

٢٧٩ - شهير محامد الخلال

  شهرتها - كما يقال: - يغني عن تحديدها، وفي المثل: أمجد من راى حضنا.

  والخلّة الخصلة لا فرق بينهما، وكنت وقفت على فرق بينهما وهو: أن الخصلة تعمّ


(١) نهج البلاغة، ص ٢٢٠، الكلام رقم ١٥٦.

(٢) الاستيعاب في معرفة الأصحاب لا بن عبد البرّ، ٣/ ١١٢٧.

(٣) الاستيعاب، ٣/ ١١٣١ والقائل هو: بكر بن حماد.