العادم النظراء
١٧٨ - العادم النظراء
  الأصل في هذا اختصاصه من الفضائل بما لم يختصّ به أحد، وإن مثله في هذه الأمّة مثل {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ١}[الإخلاص] في القرآن.
  ذكره في كتاب البيان عن ابن عبّاس: أنّ رجلاً قال له: سبحان الله ما أكثر مناقب علي وفضائله إنّي لأحسبها ثلاثة آلاف؟! فقال له ابن عبّاس ¥: أوَلا تقول إنّها إلى ثلاثين ألفاً أقرب؟!(١).
  قال أحمد بن حنبل: ما جاء لأحدٍ من أصحاب رسول الله ÷ من الفضائل ما جاء لعلي بن أبي طالب #(٢).
  ومن نظر في سابقته، وقرابته، وشجاعته، وعلمه، وسخاوته، وزهده، وعبادته، وحلمه، وسجاحته، علم حقيقة هذا الاسم.
١٧٩ - العارف بأسرار الملاحم
  هذا الاسم قد دخل في «العالم» ولكن أفردناه لأنّه # خص من علم الملاحم بما لم يخصّ به أحد، ولهذا قال في بعض كلامه: «والله لو شئتُ أن أخبر كلّ واحدٍ منكم بمولجه ومخرجه وجميع شأنه، لفعلتُ، ولكن أخاف أن تكفروا فيّ برسول الله ÷ ألا وإنّي مفضيه إلى الخاصّة ممَّن يؤمن ذلك منه، والذي بعثه بالحق ما أنطق إلّا صادقاً، ولقد عهد إلَيَّ ذلك كلّه، وبِمَهْلكِ من يَهْلِكُ ومَنجي من ينجو، ومآل الأمر وما أبقي شيئاً يَمُرُّ على رأسي إلّا أفرغه في أذني وأفضى به إلَيَّ»(٣)
  ومن كلامه # في هذا الباب ما لا يحصى كثرةً، فمن ذلك أنّه خطب يوماً في أصحابه وذكر لهم من الملاحم والغائبات ما لم يحيطوا به علماً، فقال له بعض أصحابه: لقد أعطيتَ يا أمير المؤمنين علم الغيب.
= برأسه الجدران حتّى هلك، الخصائص للنسائي، ص ٩٨، ح ٦٦؛ محاسن الأزهار، ص ٤٦٨.
(١) كفاية الطالب، ص ٢٥١ - ٢٥٢.
(٢) محاسن الأزهار، ص ٢٦٥، شواهد التنزيل، ١ / ص ٢٦ - ٢٧؛ التهذيب، ٧/ ٣٧٦.
(٣) نهج البلاغة، ص ٢٥٠، الخطبة ١٧٥.