روائع الخطب المنبرية للجمع والأعياد والمناسبات الدينية،

إبراهيم الدرسي (معاصر)

14 - حول مولد النبي صلى الله عليه وآله

صفحة 131 - الجزء 1

  يأتي وهو غلام فيجلس عليه فيأخذه أعمامه ليؤخروه فيقول لهم عبد المطلب: دعوا ابني فوالله إن له لَشأناً.

  وتوفي وعمر رسول الله ثمان سنين، بعد أن أوصى به إلى ابنه أبي طالب، فقام به أحسن قيام، واهتم به أعظم اهتمام، هو وزوجته فاطمة بنت أسد، فكانا يُشبعانِهِ ويُجَوِّعَان أولادهما، ويَدهنانِه ويشعثانهم.

  وسافر مع عمه أبي طالب إلى الشام فحصلت قصية بحيرا الراهب لما رأى السحابة على رأسه تسير إذا ساروا وتقف إذا وقفوا، وعلم بحيرا أنها تظلل على نبي آخر الزمان وأخبر عمه بذلك وحذره من اليهود.

  ونشأ ÷ سليم العقل، وافر القوى، نزيه الجانب، جامع للصفات الحميدة، والشيم النبيلة، فكان مثالاً في مكارم الأخلاق ومحاسن الخصال، فامتاز بالصدق والأمانة والمروة والشجاعة والعفة والقناعة والحلم والصبر، والحياء والوفاء والتواضع، والبر والإحسان، وصلة الرحم، يقري الضيف ويعين اللهيف، محفوظاً من الله بالرعاية ومحاطاً بالصيانة، فلم يشهد أعياد الأوثان أو احتفالات المشركين، ولم يأكل مما ذبح لغير الله أو ذبح على النصب، بعيداً عن الأصنام لا يصبر على سماع الحلف باللات والعزى فضلاً عن عبادتها أو التقرب إليها، بعيداً عن مجالس اللهو وشرب الخمر، وأماكن الخنا والفجور، إن أئتمن لم يخن، وإن قال صدق ولم يكذب، وإن وعد وفى ولم يخلف حتى اشتهر بين قريش بالصادق الأمين، وعمل في التجارة لخديجة مع ميسرة إلى الشام فرأت من أمانته وبركته ما دفعها إلى الزواج به فتزوجها وهو ابن خمس وعشرين سنة، وحكَّمَتْهُ قريش في وضع الحجر الأسود وهو في خمس وثلاثين سنة.

  فهذه بعض النشأة النبوية، والصفات المحمدية، قبل بعثته ÷، ونسأل الله تعالى أن يجعلنا من المقتدين المتأسين بنبينا، ÷.