روائع الخطب المنبرية للجمع والأعياد والمناسبات الدينية،

إبراهيم الدرسي (معاصر)

37 - غزوة الخندق (الأحزاب)

صفحة 328 - الجزء 1

٣٧ - غزوة الخندق (الأحزاب)

الخطبة الأولى

  

  الحمد لله ذي الآلاء الغامرة، والنعم المتواترة، والمنن الباطنة والظاهرة، حمداً يرضى به عنا في الدنيا والآخرة، اللهم لك إنا نحمدك على كل نعمة، ونشكرك على كل حسنة، ونستغفرك من كل ذنب، ونتوب إليك من كل خطيئة.

  وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، شهادة تنفع قائلها يوم القيامة، وتنجيه من شدائد أهوال يوم الطامة.

  وأشهد أن محمداً عبدُه ورسولُه، ونبيُّهُ ونجيُّهُ وصفيُّهُ وخليلُهُ، بلغ الرسالة، وأوضح الدلالة، ونصح الأمة، وكشف الغمة، صلى الله عليه وعلى آله مصابيح الظلمة، وينابيع الحكمة.

  أما بعد أيها المؤمنون: من أهم ما يحتاج إليه المسلم في حياته الإيمانية، أن يكون عارفاً وعالماً بأهم الأحداث التي جرت في الدين الإسلامي، مطلعاً على ما لاقاه النبي ÷ من المتاعب والصعاب من أجل هذا الدين، ليزداد تمسكاً بالدين، وحفاظاً على مبادئه، وحرصاً على تطبيقه والعمل بما جاء به، فإن هذا الدين لم يصل إلينا على أسهل الطرق، بل إنما وصل إلينا على جثث وهامات الأبطال، تحمله دماء الشهداء حتى وصل إلينا.

  فلقد كان أعداء الإسلام يكيدون للإسلام وهو لا زال في أوائل نشوئه، وفي أوان انتشاره، وفي بداية نعومة أظفارها، بل كانت أعداء الإسلام من المشركين واليهود وغيرهم تجمعهم إرادة القضاء على الإسلام رغم عداواتهم فيما بينهم، ولكن يتناسون ذلك في سبيل القضاء على الإسلام، فكم لهم من محاولات ومكائد ردها الله عليهم، وضرب بها وجوههم.