روائع الخطب المنبرية للجمع والأعياد والمناسبات الدينية،

إبراهيم الدرسي (معاصر)

22 - مولد أمير المؤمنين (ع) ودعاء الإستفتاح

صفحة 205 - الجزء 1

الخطبة الثانية

  

  الحمد لله الذي لا يَخفِرُ من انتصر بذمته، ولا يَقْهَرُ من استتر بعظمته، ولا يُكدِي مَن أذاعَ شكر نعمته، ولا يَهلَكُ من تغمده برحمته.

  ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، إلهاً واحداً، فرداً صمداً، ليس له ند ولا شبيه.

  ونشهد أن محمداً عبدُه المصطفى، ورسولُه المجتبى، صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله الهداة لدينه.

  أما بعد: أيها المؤمنون: قد اعتاد الأولياء والصالحون في هذا الشهر العظيم، أن يتوسلوا إلى الله تعالى فيه بالوسائل والأدعية المباركة، وكانوا يتحينون هجوم وقته للدعاء والإلتجاء إلى الله تعالى في تفريج كرباتهم، لا سيما الثلاث الأيام البيض منه فإنها من مواطن الإجابة والدعاء، فإن فيها دعاء يسمى دعاء الإستفتاح، وهو الدعاء المشهور بدعاء أم داوود، وقد توسل به الكثير من الأئمة والصالحين في كثير من قضاياهم وكرباتهم فاستجاب الله لهم وفرج عنهم.

  وهذا الدعاء يسمى دعاء أم داوود واسمها فاطمة بنت عبد الله بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن، ومن قصتها ما رواه الإمام المنصور بالله عبدالله بن حمزة # أنها قالت: لما قَتَلَ أبو جعفر الدوانيقي عبدَ اللهِ بنَ الحسنِ بنِ الحسنِ بنِ علي بن أبي طالب $، بعد أن قتل ابنيه محمداً وإبراهيم، جعلت لابني مكتلاً فغاب عني حيناً في العراق لم أسمع له خبراً، فكنت أدعو الله تبارك وتعالى وأتضرع إليه، وأسأل أهل الجد والإجتهاد والعبادة معاونتي بالدعاء.

  قالت: فدخلت يوماً على أبي عبد الله جعفر بن محمد الصادق ¥ أعوده في مرض نزل به، فسألته عن حاله ودعوت له.

  فقال: يا أم داوود ما فعل داوود - وكنت أرضعته بلبن بعض نسائه -؟