7 - حول انتساب الزيدية إلى الإمام زيد
الخطبة الثانية
  
  الحمد لله وكفى، ولي الحمد وأهله، حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه، لا غاية له ولا انتهاء.
  وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، الأول بلا ابتداء والآخر بلا انتهاء، والقائم بلا عناء، والدائم بلا فناء.
  وأشهد أن محمداً عبده ورسوله سيد المرسلين والأنبياء، ~ وعلى آله الأصفياء الأتقياء.
  أما بعد أيها المؤمنون: نكمل الكلام حول الزيدية:
  ومن تلك الأصول: القول بالإمامة وهي من أهم وأكبر وأعظم أصول الزيدية، وامتازت به الزيدية عن كثير من الفرق، فهو يعد حلقة وصل، أو آلة فصل بينها وبين غيرها من الفرق، فإن الزيدية تتوافق كثير من الفرق معها في كثير مما قدمنا من الأصول، فإذا وصل الكلام إلى باب الإمامة أقدم وأحجم، وناظر وبرطم، ولوى عنقه وتجهم، بل صار كثير من الناس في هذه الأزمنة يقول بالعدل والتوحيد والوعد والوعيد وإذا وصل إلى الإمامة قال بغير أقوال الزيدية فيها، وعد أمرها هيناً بسيطاً بالنسبة إلى غيرها، ويدعي مع ذلك أنه من الزيدية وإليها، ولكنه بعيد منها ولا ينتسب إليها.
  فإمامة علي # وخلافته على الأمة بعد النبي ÷ أمر لا تتنازل فيه الزيدية، ولا تقبل فيه المزايدة، بل أمره ودليله قوي واضح، ثم من بعده ولداه السيدان الشهيدان الإمامان قاما أو قعدا الحسن المسموم، ثم أخوه الحسين المظلوم، ثم هي في أولادهما محصورة فمن قام ودعا إلى الله، مجاهداً في سبيل الله، من ذريتهما، جامعاً لخصال الإمامة، فهو الإمام المفترض الطاعة، وليس لأحد من البشر غير ذريتهما حق فيها، ولا لغيرهم سبيل ولا طريق إليها.