روائع الخطب المنبرية للجمع والأعياد والمناسبات الدينية،

إبراهيم الدرسي (معاصر)

32 - حول مواضيع متعددة في شهر رمضان

صفحة 279 - الجزء 1

٣٢ - حول مواضيع متعددة في شهر رمضان

الخطبة الأولى

  

  الحمد لله الذي جعل القرآن وسيلة إلى نيل منازل الكرامة، وسبباً نجزى به النجاة في عرصة القيامة، وذريعة نقدم بها على نعيم دار المقامة، حمداً دائماً متسقاً، ومتوالياً مستوسقاً، يملأ الأرض والسماء، يكون لحقه أداء، ولشكره قضاء، نستزيد به النعم، ونستدفع به النقم، ليس لأوليته انتهاء، ولا لآخريته انقضاء.

  وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، الذي عَمّ الخلائق جدواه، وَتَمّ حكمه فيمن أضل منهم وهداه، وأحاط علماً بمن أطاعه وعصاه، مقراً له بالعبودية خاشعاً، معترفاً له بالوحدانية طائعاً، مستجيباً لدعوته خاضعاً، متضرعاً لمشيته متواضعاً، له الملك الذي لا نفاد لديموميته، ولا انقضاء لعدته.

  وأشهد أن محمداً عبده الكريم، ورسوله الطاهر المعصوم، بعثه والناس في غمرة الضلالة ساهون، وفي غرة الجهالة لاهون، فقام ~ وآله فيهم مُجِدَّاً في الإنذار، آناء الليل وأطراف النهار، بعزم ثاقب، وحكم واجب، حتى انتشر الإيمان، وتفرق حزب الشيطان، وأعز الله جنده، وعُبِدَ وحدَه، صلى الله عليه وعلى آله في كل وقت وحين.

  أما بعد أيها المؤمنون: شهر رمضان موسم لكل طاعة، ووقت لكل عبادة، فالسعيد من حرص عليه واهتم به، والشقي من غفل عنه وضيعه، و نذكر بعض الأمور الهامة التي ينبغي أن نتنبه لها في هذا الشهر الكريم:

  الأول: التوبة والرجوع:

  من أعظم العبادات التي يتقرب بها العباد في هذا الشهر الكريم، هي التوبة، وهي صالحة في كل وقت، في رمضان وفي غيره، وإنما لشهر رمضان مزيد عناية وخصوصية في قبول التوبة، لأن أبواب السماء والدعاء والخير فيه مفتوحة، وأبواب الشر فيها مغلقة،