روائع الخطب المنبرية للجمع والأعياد والمناسبات الدينية،

إبراهيم الدرسي (معاصر)

10 - حول منهجية الإمام زيد في قيامه وجهاده

صفحة 88 - الجزء 1

الخطبة الثانية

  

  الحمد لله ولي الحمد وأهله، حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه.

  وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له.

  وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله وسلم عليه وعلى آله الطيبين الطاهرين.

  أما بعد: أيها المؤمنون: نواصل معكم منهجية الإمام زيد #:

  الرابع: في مواجهة الحق والباطل لا بد من بيان الموقف الذي تتخذه، إما ناصراً للحق خاذلاً للباطل، أو العكس والعياذ بالله، فإذا طلب الإنسان لنفسه طريقاً أخرى يطلب فيها النجاة والسلامة فلن يجدها، فإذا سولت له نفسه بأن السكوت والإعراض عن ذلك طريق نجاة فقد تورط، ولهذا لما علم الإمام # بخطر السكوت عن الحق، وميل أكثر الناس إليه، نبه على ذلك فقال:

  (عباد الله: إن الظالمين قد استحلوا دمائنا، وأخافونا في ديارنا، وقد اتخذوا خُذْلانكم حجة علينا في ما كرهوه من دعوتنا، وفيما سفهوه من حقنا، وفي ما أنكروه من فضلنا.

  عباد الله: فأنتم شركاؤهم في دمائنا، وأعوانهم في ظلمنا، فكل مال لله أنفقوه، وكل جمع جمعوه، وكل سيف شحذوه، وكل عدل تركوه، وكل جور ركبوه، وكل ذمة لله أخفروها، وكل مسلم أذلوه، وكل كتاب نَبَذوه، وكل حكم للَّه تعالى عطلوه، وكل عهد لله نقضوه، فأنتم المعاونون لهم على ذلك، بالسكوت عن نهيهم عن السوء).

  الخامس: لم يكن همّ الإمام # أن يحشد لنفسه الأنصار، وأن يجمع الجموع على غير معرفة منهم بما يدعوهم إليه، ولا وعي فيما هم فيه داخلون من الأمر، بل يريد منهم المعرفة واليقين والبصيرة التي من خلالها يعرفون أنه على الحق وأن خصمه على الباطل، كما قال # في خطبة خطب أصحابه قبل بدء