22 - في فضل الدعاء
٢٢ - في فضل الدعاء
الخطبة الأولى
  
  الحَمْدُ للهِ العَلِيِّ العَظِيْم، الرَّؤُوفِ الرَّحِيمِ، الجَوَادِ الكَرِيمِ، الَّذِي أَنْشَأَنَا بِحِكْمَتِهِ، وَغَذَّانَا بِنِعْمَتِهِ، وَأَوْلَانَا جَزِيْلَ الإِحْسَانِ، وَهَدَانَا سَبِيلَ الإِيْمَانِ، وَعَوَّدَنَا جَمِيلَ الإِمْتِنَانِ، فَأَقْرَرْنَا بِإِلَاهِيَّتِهِ، وَاعْتَرَفْنَا بِوَحْدَانِيَّتِهِ، وَأَيْقَنَّا بِحَشْرِهِ وَحِسَابِهِ، وَآمَنَّا بِرَسُولِهِ وَكِتَابِهِ.
  اللَّهُمَّ إِنِّا نحْمَدُكَ عَلَى مَا أَنْشَأْتَهُ مِنْ خَلْقنا، وَتَكَفَّلْتَهُ مِنْ رِزْقِنا، وَقَسَمْتَهُ لنا مِنْ آلَائِكَ، وَأَسْبَغْتَهُ عَلَينا مِنْ نَعْمَائِكَ، وَنحْمَدُكَ عَلَى مَا أَصْحَبْتَناه مِنْ حُسْنِ الوِقَايَةِ، وَأَلْبَسْتَناه مِنْ ثَوْبِ العَافِيَةِ، وَوَصَلْتَهُ لنا مِنْ مَوَادِّ الكَرَامَةِ، وَبَصَّرْتَناه مِنْ أَسْبَابِ السَّلَامَةِ، وَنحْمَدُكَ عَلَى مَا شَرَحْتَهُ مِنْ صَدْورنا، وَأَصْلَحْتَهُ مِنْ أَمْورِنا، وَقَضَيْتَهُ مِنْ كِفَايَتنا، وَتَوَلَّيْتَهُ مِنْ وِقَايَتنا، وَنحْمَدُكَ عَلَى مَا حَبَّبْتَهُ إِلَينا مِنْ ذِكْرِكَ، وَأَسْبَلْتَهُ عَلَينا مِنْ سِتْرِكَ، وَوَقَيْتَناه مِنْ سُوءِ قَضَائِكَ، وَمَنَحْتَناه مِنْ سَنِيِّ عَطَائِكَ، حَمْدَاً تَقْبَلُهُ وَتَرْضَاهُ، وَتَجْعَلُ مِنْ دَوَامِ الزِّيَادَةِ ثَمَرَتَهُ وَجَنَاهُ.
  وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيْكَ لَهُ، مُدَبِّرُ الأُمُورِ وَمُصَرِّفُ المقْدُورِ.
  وَأشهد أَنَّ مُحَمَّدَاً ÷ عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ أَرْسَلَهُ بِالْهُدَى وَاليَقِينِ، وَمَنَّ بِهِ عَلَى كَافَّةِ المؤمِنِينَ، فَبَشَّرَ التَّقِيَّ، وَأَنْذَرَ الغَوِيَّ، وَنَصَحَ الأُمَّةَ، وَكَشَفَ الغُمَّةَ، وَجَاهَدَ حَتَّى كَمُلَ الدِّينُ، وَعَبَدَ إِلَهَهُ حَتَّى أَتَاهُ اليَقِينُ، فَصَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ الطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ.
  أما بعد: أيها المؤمنون:
  يقول الله تعالى {لَا يَسْأَمُ الْإِنْسَانُ مِنْ دُعَاءِ الْخَيْرِ وَإِنْ مَسَّهُ الشَّرُّ فَيَئُوسٌ قَنُوطٌ ٤٩}[فصلت]، ويقول تعالى {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ١٨٦}[البقرة]، ويقول تعالى {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ ٦٠}[غافر]، فهذه الآيات الكريمات تحث على أمر هام يحتاجه المسلم في حياته، ولا يستغني عنه