28 - خطبة أخرى حول استغلال شهر رمضان
٢٨ - خطبة أخرى حول استغلال شهر رمضان
الخطبة الأولى
  
  الْحَمْدُ للهِ الَّذِي هَدَانَا لِحَمْدِهِ، وَجَعَلَنَا مِنْ أَهْلِهِ، لِنَكُونَ لإحْسَانِهِ مِنَ الشَّاكِرِينَ، وَلِيَجْزِيَنَا عَلَى ذلِكَ جَزَآءَ الْمُحْسِنِينَ، وَالْحَمْدُ للهِ الَّذِي حَبَانَا بِدِينِهِ، وَاخْتَصَّنَا بِمِلَّتِهِ، وَسَبَّلَنَا فِي سُبُلِ إحْسَانِهِ، لِنَسْلُكَهَا بِمَنِّهِ إلَى رِضْوَانِهِ، حَمْدَاً يَتَقَبَّلُهُ مِنَّا، وَيَرْضَى بِهِ عَنَّا، وَالْحَمْدُ لِلّه الَّذِي جَعَلَ مِنْ تِلْكَ السُّبُلِ شَهْرَهُ شَهْرَ رَمَضَانَ، شَهْرَ الصِّيَامِ، وَشَهْرَ الاِسْلاَم، وَشَهْرَ الطَّهُورِ، وَشَهْرَ التَّمْحِيْصِ، وَشَهْرَ الْقِيَامِ، الَّذِي أُنْزِلَ فِيْهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ، وَبَيِّنَات مِنَ الْهُدى وَالْفُرْقَانِ.
  وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، شهادة يوافق فيها القلب اللسان، والسر الإعلان.
  وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، ابتعثه الله لتبليغ الرسالة والإيمان، وأيده بالمعجزات والقرآن، فبلغ الرسالة، وأدى الأمانة، ونصح الأمة وكشف الغمة، صلى الله وسلم عليه وعلى آله الطيبين الأخيار، الصادقين الأبرار.
  أما بعد: أيها المؤمنون: أيام شهر رمضان ولياليه من أفضل الأيام والليالي والساعات، فهي جواهر نفيسة، ودرر غالية ثمينة، وهو هدية من الله لهذه الأمة، وتكرمة لها، ومن حق الهدية أن تُقَدَّرَ وتعظم، والكرامة أن تصان وتحفظ، فاستغلاله دليل على الوعي الديني الكامل، فلا بد أن تجدول لأيام وليالي شهر رمضان جدولاً يكون معيناً لك، ومنظماً لوقتك، كما يلي:
  الأول: الحرص على تأدية الصلوات في أوقاتها في جماعة، فأجر الفريضة في رمضان يعدل أجر وثواب سبعين فريضة في غيره، فأما مع الجماعة فإن ذلك يتزايد بعدد المصلين في الجماعة، مضروباً في فضل الجماعة وهو سبع وعشرون،