7 - حول صلاة الجمعة
الخطبة الثانية
  
  الحمد لله أحقِّ من خُشِيَ وحُمِدَ، وأفضلِ من اتُّقِيَ وعُبِدَ، وأولى مَنْ عُظِّمَ ومُجِّدَ، نحمده لعظيم عنائه، وجزيل عطائه، وتظاهر نعمائه، وحسن بلائه، ونؤمن بهداه الذي لا يخبو ضياؤه، ولا ينمهد سناؤه، ولا تُوهن عراه، ونعوذ بالله من سوء كل الريب وظلم الفتن، ونستغفره من مكاسب الذنوب، ونستعصمه من مساوئ الأعمال، ومكاره الآمال، والهجوم في الأهوال، ومشاركة أهل الريب، والرضا بما يعمل الفجار في الأرض بغير الحق.
  وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، الذي كان في أوليته متقادماً، وفى ديموميته متسيطراً، خضع الخلائق بوحدانيته وربوبيته.
  وأشهد أنّ محمداً ÷ عبدُه ورسوله، وخيرته من خلقه، اختاره بعلمه، واصطفاه لوحيه، وائتمنه على سره، وارتضاه لخلقه، وانتدبه لعظيم أمره، صلى الله وسلم عليه وعلى آله البررة الأتقياء.
  أما بعد: أيها المؤمنون: إن من المحزن حقاً، والمؤسف جداً، ما نراه الواقع السيء الذي يعيشه شبابنا اليوم، من عدم مبالاتهم بالأوقات، وإضاعتهم للصلوات، وتفريطهم في الجمع والجماعات، مع أنهم يعلمون جيداً أن مدة الحياة قصيرة وإن طالت، وأن الفرحة ذاهبة وإن دامت، وأن الصحة سيعقبها السقم، والشباب يتلوه الهرم، فهيا لنشمر عن ساق الجد، ونعمل في الطاعات ونجتهد، لعل الله أن يرحمنا في يوم الشدة والجهد.
  ولنأخذ بعضاً من الفضائل والأحكام المتعلقة بيوم الجمعة:
  الأول: فضل صلاة الجمعة والتبكير إليها
  لأن من علم فضل شيء سيدفعه ذلك إلى الإهتمام به، والحرص عليه، وانتهاز الفرصة العظيمة واستغلالها بكل ما أوتي من جهد على فعل الخيرات وترك المنكرات،