9 - شخصية الإمام زين العابدين #
٩ - شخصية الإمام زين العابدين #
الخطبة الأولى
  
  الحمد لله رب العالمين، الذي فتح لنا أبواب الهداية، بمفاتيح العلم والدراية، وأوصد عنا أبواب الغواية، بأقفال التوفيق والتسديد والحماية، حمداً كثيراً طيباً ليس له نهاية.
  ونشهد أن لا إله إلا الله ليس له شبيه ولا شريك ولا لأوليته بداية، وأن محمداً ÷ رسوله المبعوث لتبليغ الهداية، صلى الله عليه وعلى آله أئمة الرواية والدراية.
  أما بعد: أيها المؤمنون:
  التاريخ الإسلامي مليء بالشخصيات العظيمة، فهناك شخصيات مشرقة على صفحات التاريخ يضيء نورها، ويسطع هداها في جميع المجالات الدينية، جهاداً وشجاعة، وعبادة وزهادة، وكرماً وجوداً، وبذلاً وعطاءً، وعلماً وعملاً، فإذا أراد المسلم أن ينهج في سبيل الصالحين فسيجد من يقتدي بهم في أي سبيل أراد واتجه، ولاسيما شخصيات أهل البيت $، فإنهم القادة والقدوة في جميع صفات الخير والهدى.
  ففي هذه الجمعة المباركة نود أن نأخذ مثالاً نقتدي به، وعلماً من أعلام الهدى نأتم به، لنأخذ من حياته وسيرته دروساً وعبراً تضيء لنا دروب الحياة المظلمة، وتفتح لنا أقفال حياتنا المبهمة، تلك الشخصية الفذة، هي شخصية الإمام زين العابدين، وسيد الساجدين، وكعبة المسترشدين، علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب $.
  تلك الشخصية التي ترعرعت ونشأت في أحضان النبوة والوصاية، وتربى في بيت العفة والطهارة، ورضع من لبان التقوى والعلم حتى ارتوى، ولد في أيام جده الوصي المرتضى، واستشهد جده الوصي وله سنتان، واستشهد عمه الحسن وله اثنتا عشرة