روائع الخطب المنبرية للجمع والأعياد والمناسبات الدينية،

إبراهيم الدرسي (معاصر)

42 - إمامة علي # وخلافته من البعثة إلى حجة الوداع

صفحة 371 - الجزء 1

٤٢ - إمامة علي # وخلافته من البعثة إلى حجة الوداع

الخطبة الأولى

  

  الحمد لله على إتمام النعمة، وإكمال الدين، الذي لا هادي لمن أضل ولا مضل لمن هدى، نحمده حمداً لا بداية له ولا انتهاء.

  وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، ليس له حد ينال، ولا شبه يضرب له به الأمثال.

  وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، بلغ الرسالة، وأقام الدلالة، صلى الله وسلم عليه وعلى آله الطيبين الطاهرين.

  أما بعد أيها المؤمنون: إن الله تعالى بعث محمداً ÷ بالدين الخاتم للأديان والشرائع، الباقي إلى يوم القيامة، وليست نبوة محمد ÷ خاصة بالمدة التي يعيشها ويدير شؤون الناس فيها، بل هي نبوة عامة إلى انقطاع التكليف، فمشروع النبوة والدعوة إليها يمثل تكوين دولة يرأسها النبي ÷، وتحتاج إلى من يخلفه من بعده ويقوم مقامه، وهذا الأمر كان مفهوماً ومعروفاً ومعلوماً عند كافة القبائل العربية أن كل أمر فيه تكوين لمدة طويلة لا بد أن يكون هناك من يخلف الرجل المؤسس لذلك الأمر الذي يراد بقاؤه، فإذا لم يوجد كان الأمر عرضة للزوال والإنتهاء، فأمر الخلافة كان مطروحاً من أول البعثة النبوية، والذي يدل على ذلك أمور:

  الأول: ما ذكره أهل السير والتواريخ أن النبي ÷ كان يعرض نفسه في المواسم على قبائل العرب، فأتى بني عامر بن صعصعة فدعاهم الى الله ø، وعرض عليهم نفسه، فقال له رجل منهم يقال له بيحرة بن فراس: والله لو أني