22 - في فضل الدعاء
الخطبة الثانية
  
  الحمد لله المحمود على نعمائه، المشكور على آلائه، الذي لا ينسى من ذكره، ولا يخيب من رجاه، ولا يرد من دعاه، نحمده حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه.
  وأشهد أن لا إله إلا الله الواحد الأحد، وأشهد أن محمداً عبده المنتجب الطاهر المطهر، صلى الله وسلم عليه وعلى آله الطيبين الطاهرين.
  أما بعد أيها المؤمنون: نكمل ما تبقى من الآداب التي ينبغي مراعاتها أثناء الدعاء، وهي كما يلي: الأول: أن يغتنم الأوقات الشريفة، التي وردت الآثار بإجابة الدعاء عندها:
  فمنها: بعد الصلوات، فعن علي #، قال: قال رسول الله ÷: «من أدى فريضةً فله عند الله دعوةٌ مستجابةٌ».
  عن ابن عباس قال: إن الله فرض الصلوات في خير الساعات فعليكم بالدعاء في دبر الصلوات.
  ومنها: بين الأذان والإقامة، فعن أنس قال: قال رسول الله ÷: «لا يرد الدعاء بين الأذان والإقامة».
  ومنها: الأوقات التي وردت في الأحاديث التالية: فعن رسول الله ÷ قال: «ثلاث دعوات مستجابات: دعوة الصائم، ودعوة المسافر، ودعوة المظلوم».
  وعن أبي أمامة، سمعته يحدث، أنَّ رسول الله ÷، قال: «تفتح أبواب السماء ويستجاب الدعاء في أربع مواطن: عند التقاء الصفوف في سبيل الله، وعند نزول الغيث، وعند إقامة الصلاة، وعند رؤية الكعبة».
  وعن علي #، قال: قال رسول الله ÷: «والذي نفس محمدٍ بيده لدعاء الرجل بعد صلاة الفجر إلى طلوع الشمس أنجح في الحاجة من الضارب بماله في الأرض»، وكذلك الدعاء وقت الأسحار.