روائع الخطب المنبرية للجمع والأعياد والمناسبات الدينية،

إبراهيم الدرسي (معاصر)

31 - حول التحذير من سوء الظن

صفحة 253 - الجزء 2

٣١ - حول التحذير من سوء الظن

الخطبة الأولى

  

  الحمد لله الكبير المتعال، ذي العظمة والجلال، والعزة والكمال، شديد المحال ذي الطول لا إله إلا هو العزيز الحكيم، نحمده على جزيل الإنعام، وتواتر نعمه التوام، وتوالي مننه الجسام، حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه يدوم بدوام الليالي والأيام.

  وأشهد أن لا إله إلا الله الواحد الأحد، الفرد الصمد، الذي ليس لأوليته ابتداء، ولا لآخريته انتهاء.

  وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، المبعوث في الأميين، المأخوذ ميثاقه على جميع النبيين، ÷ تسليماً كثيراً.

  أما بعد: أيها المؤمنون:

  فإن الإنسان في هذه الحياة الدنيا في صراع دائم مع الشيطان، فتارة يغلب الشيطان، وتارة يغلبه الشيطان، فالإنسان إما أن يكون من أولياء الله الذين يتمكنون من طرد الشيطان وإبعاده، وإما أن يكون بالعكس من ذلك.

  فالشيطان دائماً يسعى في زرع ما يكون سبباً لحصد الفرقة والعداوات بين المسلمين، فالشيطان يحرص كل الحرص على أن ينقض على المسلم دينه، ويشككه في يقينه، ويسعى جاهداً في التوهين لأمره، وللشيطان شباك ومصائد كثيرة يصطاد في حبائلها الكثير من الناس، فمن شباكه التي قد أرصدها، ووحبائله التي قد أعدها في هذا الزمان، بل وصارت عند الناس من الأمور المستساغة، والطبيعية والأمور العادية، وقد لا يدرك الناس ضررها، أو قد يدركون ولكنهم يتجاهلون خطرها، ويتساهلون أمرها.

  فمن تلك الشباك والمصائد التي توقع الناس في الأمور الخطيرة هو سوء الظن.