25 - في فضل ليلة النصف من شعبان والعبادة فيها
٢٥ - في فضل ليلة النصف من شعبان والعبادة فيها
الخطبة الأولى
  
  الحمد لله الذي لا يَخفِرُ من انتصر بذمته، ولا يَقْهَرُ من استتر بعظمته، ولا يُكدِي مَن أذاعَ شكر نعمته، ولا يَهلَكُ من تغمده برحمته.
  ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، إلهاً واحداً، فرداً صمداً، ليس له ند ولا شبيه.
  ونشهد أن محمداً عبدُه المصطفى، ورسولُه المجتبى، صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله الهداة لدينه.
  أما بعد أيها المؤمنون: لقد أكرم الله هذه الأمة بهذا الشهر العظيم شهر شعبان، واختصه بليلة عظيمة، لا توازيها ليلة في الفضل، ولا تجاري ساعاتها ساعات ليل ولا نهار في العمل والفعل، فهي من ليالي المغفرة والإحسان، ومواعيد الرحمة والرضوان، وقد وردت في فضلها الرواياتُ الكثيرة، والأخبار الشهيرة:
  فقد ورد في تفسير قوله تعالى: {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ حم ١ وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ ٢ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ ٣ فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ ٤ أَمْرًا مِنْ عِنْدِنَا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ ٥ رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ٦}[الدخان]، روي أن الليلة المباركة هي ليلة النصف من شعبان، وأن الله تعالى يقدر فيها ما شاء من أحوال عباده في كل سنة، فعن النبي ÷ أنه سئل ما في ليلة النصف من شعبان؟ فقال ÷: «فيها أنه يُكتب كلُّ مولود من بني آدم في هذه السنة، وفيها يُكتب كلُّ هالك من بني آدم في هذه السنة، وفيها ترتفع أعمالهم، وفيها تنزل أرزاقهم».
  وروي عن أنس قال: قال رسول الله ÷: (أربعٌ لياليهن كأيامهن وأيامُهن كلياليهن، يُجزِلُ اللهُ فيها القِسَمَ، ويعطي فيها الجزيل: ليلةُ الجمعة