روائع الخطب المنبرية للجمع والأعياد والمناسبات الدينية،

إبراهيم الدرسي (معاصر)

10 - حول منهجية الإمام زيد في قيامه وجهاده

صفحة 82 - الجزء 1

١٠ - حول منهجية الإمام زيد في قيامه وجهاده

الخطبة الأولى

  

  الحمد لله رب العالمين، الذي أكرمنا بأهل بيت النبوة، وجعلهم أدلة على الحق وقدوة، ورفع بهم منار الدين وأعلاه، وأشاد بهم بنيان الهدى وقواه، وأزال بهم ظلمات الجهل وعشاوته، ومحى بهم ضلالات الباطل وغشاوته، وقمع بهم أهل الزيغ والكفر والنفاق، وزلزل بهم عروش أهل الكبرياء والشقاق.

  وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ولا عديل، ولا خلف لقوله ولا تبديل.

  وأشهد أن محمداً عبده ورسوله الأمين المأمون، بلغ الرسالة كما أمره الملك الجليل، وأدى الأمانة بكل ما يمكنه من التبليغ، صلى الله وسلم عليه وعلى أهل بيته الطيبين الطاهرين.

  أما بعد: أيها المؤمنون:

  لقد كان للإمام زيدٍ # في قيامه وجهاده منهجيةٌ وطريقةٌ عظيمة، يستشف المسلم من خلالها، ويتبين للمطلع منها، أن الإمام زيد كان بعيداً كل البعد عن أي دعوى سياسية، أو أطماع رئاسية، أو منافسة دنيوية، وإنما كان همه الأول والأخير هم الأمة، وتحسين وضعها الديني، والرفع من مستواها المتدني في جميع حالاتها، الدينية والدنيوية والأخروية، ولم يفكر في نفسه أو ذاته حتى لو هلك وباد، كما قال # في رسالته إلى علماء الأمة:

  (وقد كتبت إليكم كتاباً بالذي أريد من القيام به فيكم، وهو العمل بكتاب الله تعالى، وإحياء سنة الرسول ÷، فبالكتاب قوام الإيمان، وبالسنة يثبت الدين، وإنما البدع أكاذيب تخترع، وأهواء تتبع، يتولى فيها