روائع الخطب المنبرية للجمع والأعياد والمناسبات الدينية،

إبراهيم الدرسي (معاصر)

18 - مكفرات الذنوب

صفحة 161 - الجزء 2

الخطبة الثانية

  

  الحمد لله العظيم شأنه، الواضح برهانه، أحمده على حسن البلاء وتظاهر النَّعماء، وأستعينه على ما آتانا من الدنيا والآخرة، وأتوكل عليه، وكفى بالله وكيلاً.

  وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، يحيي ويميت، ويميت ويحيي وهو على كل شيء قدير إلهاً واحداً صمداً، لم يتخذ صاحبة ولا ولداً، ولم يشرك في حكمه أحداً، رب كل شيء، وربنا ورب آبآئنا الأولين.

  وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ÷ أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون، ارتضاه لنفسه، وانتجبه لدينه، واصطفاه على جميع خلقه لتبليغ الرسالة بالحجة على عباده، فصلى الله عليه وعلى أهل بيته الأخيار الصادقين الأبرار.

  أما بعد أيها المؤمنون: نواصل معكم بقية مكفرات الذنوب:

  الثالث: إسباغ الوضوء وإتمام الصلاة

  فإن للعبادة والطاعة دور كبير، ومجال واسع، في محو الذنوب وتكفيرها، فالطاعة ضد للمعصية، والمعصية ضد للطاعة، والطاعة تسبب في الثواب والحسنات، والحسنات يذهبن السيئات، والوضوء والصلاة من أعظم الطاعات، وأيسر العبادات، المكفرة للخطيئات، وهي متكررة في اليوم والليلة خمس مرات، لا يبقى معها شيء من الأوزار لمن تاب وأناب.

  فعن علي #، قال: قال النبي ÷: «ألا أدلكم على ما يكفِّر اللّه به الذنوب والخطايا: إسباغ الوضوء على المكاره، وكثرة الخطا إلى المساجد، وانتظار الصلاة بعد الصلاة، فذلك الرباط».

  وعن أبي سعد الخدري، قال، قال رسول اللّه ÷: «ألا أدلكم على ما يكفر اللّه به الخطايا، ويزيد به في الحسنات؟ قالوا: بلى، يا رسول الله. قال: