24 - في فضل شعبان والإعداد لرمضان
الخطبة الثانية
  
  الحمد لله الذي لا يَخفِرُ من انتصر بذمته، ولا يَقْهَرُ من استتر بعظمته، ولا يُكدِي مَن أذاعَ شكر نعمته، ولا يَهلَكُ من تغمده برحمته.
  ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، إلهاً واحداً، فرداً صمداً، ليس له ند ولا شبيه.
  ونشهد أن محمداً عبدُه المصطفى، ورسولُه المجتبى، صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله الهداة.
  أما بعد: أيها المؤمنون: نكمل ما تبقى من الترتيبات والإستعدادات التي نقدمها قبل شهر رمضان:
  السادس: يجب أن يتابع الآباءُ أبناءَهم ويتعاهدوهم ويراقبوهم، فمن كان منهم قد بلغ بلوغاً شرعياً إما ببلوغ خمسة عشرة سنة، أو إنبات أو احتلام، أجبروه على الصيام سواء كان ذكراً أو أنثى، ومما يختص النساء أن المرأة قد تبلغ بالحيض في سنّ التاسعة أو العاشرة.
  وكذلك إذا كان الصبي قد بلغ اثنتي عشرة سنة فما فوق وهو في بنية قوية، وصحة جيدة، ويستطيع أن يصوم فعلى وليِّه أن يجبره على الصيام، كما روي عن النبي ÷ «إذا أطاق الغلام صيام ثلاثة أيام وجب عليه الصوم»، فإذا شق به ذلك فليصم يوماً ويفطر يوماً، ونحوذلك.
  ولا بد أن نتابع أبناءنا لا سيما في هذه الأيام، وهي فترة العطلة الصيفية، وأن ندفع بهم إلى التعلم والتفقه في دين الله تعالى، وتعلم القرآن والإيمان، ومحبة العلم وأهله، ومحبة المساجد والعبادة.