روائع الخطب المنبرية للجمع والأعياد والمناسبات الدينية،

إبراهيم الدرسي (معاصر)

26 - في استقبال شهر رمضان

صفحة 240 - الجزء 1

الخطبة الثانية

  

  الحمد لله رب العالمين، الذي أكرمنا بشهر رمضان من بين سائر الأمم، وأفاض علينا فيه عوائد النعم، وأجاد علينا فيه أنواع الإحسان والكرم، وجنبنا فيه الأسواء والنقم، حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه.

  وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، سيد الأولين والآخرين، ودليل المهتدين، وقدوة المتعبدين، ونور المسترشدين، وأقرب الخلق وسيلة عند رب العالمين، صلى الله وسلم عليه وعلى آله الطيبين الطاهرين.

  أما بعد أيها المؤمنون:

  فضائل شهر رمضان كثيرة، وهي واضحة منيرة، فإذا ذكرنا شيئاً منها فإنما هو على سبيل التأكيد، وزيادة الفائدة للمسترشد المستفيد.

  عن عبادة بن الصامت أن رسول الله ÷، قال يوماً وحضر شهر رمضان: «أتى شهر رمضان، شهر بركة وخير، يغشيكم الله فيه الرحمة ويحط فيه الخطايا ويستجاب فيه الدعاء، ينظر الله فيه إلى تنافسكم وتباهيكم فأروا الله من أنفسكم خيراً، فإن الشقي كل الشقي من حرم فيه رحمة الله».

  عن ابن عباس، قال: قال رسول الله ÷: «إن الجنة لتزين من الحول إلى الحول لشهر رمضان، فإذا دخل شهر رمضان قالت الجنة: اللهم اجعل لنا في هذا الشهر من عبادك سكناً، ويقلن الحور العين: اللهم اجعل لنا في هذا الشهر من عبادك أزواجاً».

  وعن أنس، قال: كان النبي ÷ إذا جاء شهر رمضان قال للناس: «قد جاءكم شهر رمضان تفتح فيه أبواب الجنة وتغلق أبواب النار وتغل فيه