روائع الخطب المنبرية للجمع والأعياد والمناسبات الدينية،

إبراهيم الدرسي (معاصر)

25 - في فضل ليلة النصف من شعبان والعبادة فيها

صفحة 231 - الجزء 1

الخطبة الثانية

  

  الحمد لله رب العالمين، حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه.

  وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله الطاهرين.

  أما بعد أيها المؤمنون:

  من العبادات التي وردت ورويت بالروايات الصحيحة في ليلة النصف من شعبان، صلاة مائة ركعة، يسلم في كل ركعتين، يقرأ في كل ركعة بفاتحة الكتاب مرة، وقل هو الله أحد عشر مرات، ونذكر بعض الروايات في ذلك:

  منها ما أخرجه الإمام أبو طالب يحيى بن الحسين الهاروني في الأمالي بسنده إلى كميل بن زياد، عن أمير المؤمنين علي # قال: قال رسول الله ÷: «من صلى ليلة النصف من شعبان مئة ركعة بألف مرة «قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ» لم يمت قلبه يوم تموت القلوب، ولم يمت حتى يرى مئة مَلَكٍ يؤمنونه من عذاب الله، ثلاثون منهم يبشرونه بالجنة، وثلاثون كانوا يعصمونه من الشيطان، وثلاثون يستغفرون له أناء الليل والنهار، وعشرة يكيدون من كاده».

  وروي عن بعض أهل البيت $: أن مما ينبغي في ليلة النصف من شعبان أن تَقْرأَ بعد صلاة المغرب سورة يس ثلاث مرات: الأولى بنية طول العمر، والثانية بنية دفع البلاء، والثالثة بنية الإستغناء عن الناس.

  وقد رويت فيها صلاة أخرى، وهي لمن لم يستطع صلاة المائة لمرض أو كبر أو عذر، فقد روي عن علي # قال: رأيت النبي ÷ ليلة النصف من شعبان قام فصلى أربع عشرة ركعة، ثم جلس بعد الفراغ فقرأ بأم القرآن - وهي الفاتحة - أربع عشرة مرة، و {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ١}⁣[الإخلاص] أربعة عشر مرة، و {قُلْ