روائع الخطب المنبرية للجمع والأعياد والمناسبات الدينية،

إبراهيم الدرسي (معاصر)

13 - حول فضل أهل البيت $ ووجوب اتباعهم

صفحة 125 - الجزء 2

الخطبة الثانية

  

  الحمدلله رب العالمين، حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه.

  وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى وسلم عليه وعلى آله.

  أما بعد: أيها المؤمنون: الواجب على كل مؤمن أن يعتقد فضل أهل البيت $ على غيرهم، وأن يعمل بمقتضى ذلك فيهم، كما قال النبي ÷: «لا يؤمن عبد حتى أكون أحبّ إليه من نفسه، وأهلي أحب إليه من أهله، وعترتي أحب إليه من عترته، وذاتي أحب إليه من ذاته».

  وعن رسول الله ÷ أنه قال: «نحن شجرةُ النبوة ومعدنُ الرسالة، ليس أحدٌ من الخلائقِ يَفْضُلُ أهلَ بيتي غيري»، وفي حديث آخر: «نحن أهلَ بيت لا يقاس بنا أحد».

  وقال أمير المؤمنين ~: (لا يُقَاسُ بِآلِ مُحَمَّدٍ ÷ مِنْ هَذِهِ الأُمَّةِ أَحَدٌ، وَلا يُسَوَّى بِهِمْ مَنْ جَرَتْ نِعْمَتُهُمْ عَلَيْهِ أَبَداً، هُمْ أَسَاسُ الدِّينِ، وَعِمَادُ الْيَقِينِ، إِلَيْهِمْ يَفِي ءُ الْغَالِي، وَبِهِمْ يُلْحَقُ التَّالِي، وَلَهُمْ خَصَائِصُ حَقِّ الْوِلايَةِ، وَفِيهِمُ الْوَصِيَّةُ وَالْوِرَاثَةُ).

  وقال رسول الله ÷: «قدِّموهم ولا تَقدَّموهم، وتعلّموا منهم ولا تعلموهم؛ ولا تخالفوهم فتضلوا، ولا تشتموهم فتكفروا».

  وقد ورد الوعيد الشديد، على من أبغضهم أو آذاهم أو سبهم أو خذلهم، كما روي عن رسول الله ÷ أنه قال: «من كان في قلبه مثقالُ حبَّة من خردلٍ عداوةً لي ولأهل بيتي لم يَرِحْ رائحةَ الجنَّة».