43 - مباهلة النبي صلى الله عليه وآله مع نصارى نجران
٤٣ - مباهلة النبي صلى الله عليه وآله مع نصارى نجران
الخطبة الأولى
  أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم
  
  الحمد لله الذي خص محمداً وآله بالفضيلة، وحباهم بالمكارم النبيلة، ورفع لهم المنازل العالية الجليلة، نحمده على أن مَنَّ علينا باتباعهم، وهدانا لاتباع طريقتهم، حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه.
  وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، الواحد الأحد، الفرد الصمد، الذي لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفؤاً أحد، القائل في محكم كتابه المجيد {فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ ٦١}[آل عمران].
  وأشهد أن محمداً عبدُه ورسوله، وأمينه على وحيه، خاتم الأنبياء والمرسلين، صلى الله وسلم عليه وعلى أهل بيته الطيبين الطاهرين.
  أما بعد: أيها المؤمنون: فقد وقعت في آخر شهر ذي الحجة الحرام حادثة من أعظم الحوادث الإسلامية، وقضية من أهمِّ القضايا الدينية، وأكبر الوقائع في التاريخ الإسلامي، حادثة سجَّل القرآن ذكرها، وبيّن في سورة آل عمران أمرَها، وخلّدَ على مرٍّ العصور والدهور نبأها وشأنها، فمن قرأ القرآن وتدبر آياته لابد أن يسأل عنها، ويبحث عن بيانها وتفسيرها.
  هذا الحادثة والقضية هي حادثة وقضية المباهلة، التي حكى الله قصتها في سورة آل عمران، في قوله تعالى {فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ